قنّاصات أمريكية وروسية وإيرانية وصينية بأيدي الحوثيين لاصطياد أبناء تعز

شباط/فبراير 15, 2022

تعز تايم - خاص

لا يتوقف الحوثيون، منذ اندلاع الحرب عام 2015، عن توسيع رقعة الموت في مدينة تعز المحاصرة، واغتيال أرواح الأطفال والنساء والشباب والشيوخ وكل كائن حي، باستخدام قناصاتهم المنتشرين على تلال المدينة من كل اتجاه.

"تعز تايم" يواصل العمل على ملف قناصة الحوثي، الذي بات يمثل مصدر الموت الأول لأبناء تعز، تتبعنا هذه المرّة أنواع القنّاصات، التي تستخدمها جماعة الحوثي، والبحث عن مواصفاتها ومداها وقوّتها المميتة والدول المصنعة لها، وكذلك طرق تطويرها.

وبحسب ما أفادت به مصادر عسكرية في وزارة الدفاع لـ"تعز تايم"، فإن جماعة الحوثي تستخدم في حربها في تعز قنّاصات أمريكية وصينية وإيرانية، كما تستخدم أنواعا أخرى تم تطويرها محلياً، وعلى أيدي خبرات، تقول الجماعة إنها محلية، فيما أكدت المصادر لتعز تايم بأنه تم تطويرها  من خلال الاستعانة بخُبراء إيرانيين، وآخرين تابعين لحزب الله اللبناني.

ويمتلك الحوثيون كميات كبيرة من القنّاصات، وقد حصلوا عليها بطرق متعددة، بينها هبات من حليفهم السابق الرئيس علي عبدالله صالح، وعمليات النّهب لمخازن ومعسكرات الدولة، وكذلك من خلال عمليات التهريب التي تعتمد عليها بشكل أساسي، إذ تتلقى العديد من المكوّنات والأدوات، التي تقوم بتجميعها، وإنتاج القنّاصات، فضلاً عن تطوير العديد من البندقيات والأسلحة الرشاشة، وتحويلها إلى قنّاصات.

اقرأ أيضا: "تعز تايم" يكشف مواقع انتشار قنَّاصة الحوثي في مدينة تعز

واستغلت الجماعة الورش العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، وما كان يُعرف بالحرس الجمهوري، والأمن المركزي، والقوات الخاصة وغيرها لمصلحتها، واستخدمتها في تطوير أنواع مختلفة من الأسلحة، التي من أبرزها القنّاصات.

خبراء عسكريون أكدو ل"تعز تايم" أن جماعة الحوثي تستخدم قنّاصات قديمة وحديثة مصنّعة في الخارج، كما طوّرت أنواعا متعددة من الأسلحة والبندقيات الخشبية القديمة، التي تتوفّر في البلاد بكميات كبيرة، وحوّلتها إلى قنّاصات.

وتحدث "تعز تايم" مع الناطق الرسمي للجيش الوطني في تعز، العقيد عبد الباسط البحر، وأفاد بأن "جماعة الحوثي استخدمت في حربها على تعز قنّاصات أمريكية، وكانت أمريكا قد قدّمتها -في عهد النظام السابق- للقوات الخاصة لمكافحة الإرهاب".

ويستند البحر في حديثه على حقائق ميدانية، وملاحظاته الشخصية للقنّاصات التي وجدتها قوات الجيش الوطني عقب معاركها مع جماعة الحوثيين في مختلف جبهات تعز.


ويوضّح البحر "ما وجدته أنا شخصياً أثناء المعارك مع مليشيا الحوثي أنها طوّرت رشاشات متوسّطة من نوع 12/7 روسي الصنع، و14 ونصف، ورشاشات معدل -مصنّعة في عدد من الدول -وركبت عليها قنّاصات".

أدوات القتل-

وخلال عملية البحث ل"تعز تايم"، خلصنا إلى أنه من الصعوبة بمكان حصر أنواع القنّاصات، التي تستخدمها جماعة الحوثيين في تعز وبقية المدن.

وحصلت القوات الخاصة والحرس الجمهوري على مختلف أنواع السلاح الناري الخفيف الروسي، ومنها بنادق القنص "أو إس في-96"، والمدافع الرشاشة "آر بي كا-203"، و"بيتشينيغ"، و"كورد".

وزعمت جماعة الحوثيين، في أغسطس من العام 2017، أنها طوّرت وصنّعت 8 أنواع من القنّاصات داخل البلاد، باستخدام خبرات يمنية، أظهرتها في تقرير متلفز صادر عن دائرة التصنيع العسكري في وزارة الدفاع التابعة لها.

وأظهرت سنوات الحرب السابقة أن جماعة الحوثي تمتلك قناصات PGW الكندية، وهي مصنوعة في شركة Defence Technology Inc، وتعد إحدى الشركات الكندية الرائدة في مجال صناعة بنادق القنص.
 
"تعز تايم" تحدث مع ناطق القوات المشتركة، وضاح الدبيش، فقال إن "جماعة الحوثي تستخدم أنواعا كثيرة من القنّاصات، أبرزها قناصة عيار 50، وقنّاصات متطوّرة أو مطوّرة، كانت تابعة للحرس الجمهوري سابقاً، كما تستخدم قنّاصات شاخوف".

وأشار الدبيش إلى أن مليشيا الحوثي تمتلك أجهزة تصويب حرارية طراز RU90/120G، وبنادق هجومية طراز AKS-74U، وبندقية رشاشة متعددة الاستخدامات طراز PKM، كما تمتلك أجهزة تصويب بصرية طراز RG004AI، وهي مصنوعة في شركة "صينية - إيرانية" مشتركة.

- قنّاصات بمسميات محلية

من بين القنّاصات، التي يستخدمها الحوثيون ويطلقون عليها تسميات محلية، قناصة «صارم» المضادة للأفراد، وهي عيار 8 ملم، يصل مداها إلى 500 متر، وتتميّز بخفة الوزن وسهولة النقل والإخفاء والتمويه، وتزن 4 كيلو جرامات، وتعمل بآلية ميكانيكية، ولا يتجاوز طولها 1490 ملم.

وبحسب مواقع مختصة بالتسليح، فإن هذا السلاح عبارة عن بندقية من نوع Mauser Kar 98K، التي يتم حشوها بالخرطوش، ومن المرجَّح أن تكون مقلّدة عن النسخة اليوغسلافية إم 48، المقلّدة بدورها عن النسخة الألمانية الأصلية.

وفيما يتعلق بقنّاصة «خاطف» فهي من الطراز السوفيتي الذي طورته الصين وتعيد تصنيعه كرشاش مضاد للآليات والأفراد بعيار 12.7، ومصنوعة من مواد مضادّة للحراريات، وتعد واحدة من القنّاصات التكتيكية، يصل مداها إلى 1500 متر، في حين لا يتجاوز وزنها 14 كجم، كما أن آلية عملها ميكانيكية، وطولها 1600 ملم، وذلك يجعلها حُرة الحركة، وسهلة التمويه والإخفاء، فضلًا عن تعدد مراكز ونقاط التموضع في مختلف الظروف والبيئات، وتستخدم هذه البندقية بواسطة مدافع رشَّاشة ثقيلة.

اقرأ أيضاً: تعز تايم يرصد 737 عملية استهداف لسكان تعز برصاص قناصة الحوثي

وفيما يخصّ قناصة «أشتر» فهي من القنّاصات التكتيكية عيار 14.5، يبلغ وزنها 28 كيلوجراماً، وتستخدم استخداماً فردياً مضاداً للدروع، وبمدى قاتل يصل إلى 1800 متر، ويمكن توظيفها للدفاع الجوي المنخفض، وتمتاز بوزن متوسط، ولا تعمل بطريقة ميكانيكية، وطولها لا يتجاوز 2120 ملم.

وهناك قنّاصة «حاسم» عيار 20 ملم، تمتاز بوزن متوسط يبلغ 28 كيلو جراماً، ويتم استخدامها من قِبل الأفراد، وهي أيضاً مضادة للدروع، وبمدى قاتل يصل إلى 1300 متر، وتقوم بمهام الدفاع الجوي المنخفض بمهارة عالية، وتعمل بآلية كهربائية، وطولها لا يتجاوز 2240 ملم.

وتعد قناصة «ذو الفقار 1» عيار 23 ملم مضادة للدروع، ويتم تركيبها في جميع أنواع المركبات العسكرية، ويصل مداها إلى 2000 متر، وتتميّز بانخفاض الوزن، الذي لا يتجاوز 25 كجم، كما أن آلية عملها ميكانيكية، ويبلغ طولها الإجمالي 2460 ملم، ما يعطيها الكثير من المزايا التكتيكية والوظيفية في ميدان المعركة والإسناد، وتحييد المركبات والمدرّعات، ودكّ التحصينات.

وتشابه قناصة «ذو الفقار 2» عيار 23 ملم بندقية «ذو الفقار 1»، لكنّها نسخة أكبر، وتزن 62 كيلوجراماً، مع مدى قاتل يصل إلى 4 آلاف متر، وهي مضادة للدروع والتحصينات الخرسانية، وتستخدم أيضاً دفاعاً جوياً منخفضاً دقيق التصويب، وآلية عملها ميكانيكية، وبطول كلي 2460 ملم.

بينما قناصة «قاصم» عيار 30 ملم مضادة للدروع، يصل مداها القاتل إلى 5 آلاف متر، ويعطيها ميزة الدفاع الجوي المنخفض، وبوزن إجمالي 75 كجم، وآلية عمل كهربائية وطول 2320 ملم، وهي أفضل أنواع القنّاصات الثمانية.

وتتعدد وظائف قنّاصة «سرمد»، إذ توظّف للاستخدام الفردي، كما أنها مضادّة للدروع والتحصينات والآليات العسكرية المتنوّعة، وهي عيار 50 ملم، وبمدى قاتل يصل إلى 1250 متراً.

ويصل وزن هذه البندقية إلى 13 كجم، وآلية عملها ميكانيكية، وطولها لا يتجاوز 1700 ملم، ما يجعلها واحدة من أهم القنّاصات التكتيكية متعددة الاستخدام، وتعمل في مختلف الظروف والبيئات، وتمتلك قدرة على التزوّد بوظائف إضافية في التصويب والتحميل بذخائر متعددة الأغراض.

-صناعات متعددة

مصادر عسكرية تحدثت ل"تعز تايم" – طلبت التحفظ عن هويتها - فأفادت بأن جماعة الحوثيين استخدمت قنّاصات تعود إلى الحرب العالمية الثانية، كما استخدمت قنّاصات حديثة، مصنوعة في روسيا وأمريكا، من بينها بندقية "إم82" الأمريكية، وبندقية "أو إس في - 96" الروسية.

وتُعرف بندقية "أو إس في-96"  في روسيا باسم "فزلومشيك" (المُخترق)، وتلقى رواجا في أسواق العالم، وقد اقتنتها قوات 10 دول، كما تستخدمها أيضاً قوات النّظام السوري.

وتم تصميم هذه البندقية العسكرية عام 2005، وجرى اعتمادها في الجيش الكندي كقنّاصة مضادة للأفراد بشكل أساسي، وتسمح بتركيب عدد كبير من المناظير التكتيكية والليلية، وكواتم الصوت، والركائز بأشكالها.

ويستخدم الحوثيون قناصة "الدرغنوف - عيار 7.62×54 ملم"، وهي بُندقية روسيّة الصنع، وقد طوّرت عام 1965، وأُدخلت الخدمة في عام 1967، وهي أخف وزناً من مثيلاتها، وحركتها الميكانيكية شبيهة بحركة الكلاشنكوف، ويصل مداها الأقصى إلى 3000 متر.

وتُعد قنّاصة "شتاير إتش إس.50" بندقية قنص نمساوية الصنّع، طُوّرت عام 2004، من أقوى بنادق القنّص في العالم، ويصل مداها الفعّال إلى 1500 متر.

قناصة "شاخوف" عيار  7،62×54R مليمتر وطولها 1225 مليمتر، ووزنها يفوق 4 كلجم، يبلغ مداها 1200 متر، وهي بندقية روسية الصنع، وتعمل بدفع الغاز، نصف آلية، يعتمد عليها في جميع الأوقات، وظروف الطقس المختلفة، وتتحمّل لمدة أطول دون اللجوء كل مرّة إلى الصيانة والتنظيف، وتبقى فترة طويلة محافظة على دقتها في إصابة الهدف.

وتمتلك جماعة الحوثي أيضاً قنّاصات روسية حديثة الصنُّع، وقد عثر عليها منتصف فبراير من العام 2019، من بينها قنّاصة مضادة للمعادن، وهي من نوع OSV-96 وعيار 12.7 ملم.

وتعرف بندقية قنص OSV-96 باسم "فزلوم شيشك"، أو "Vzlomshchik"، وهي نظام بندقية قنّاص متطوّرة، مصممة لتدمير وسائل الحماية الفردية والمركبات غير المدرّعة، والرادارات، وأنظمة الصواريخ، والمدفعية، والطائرات على الأرض، فضلا عن مراقبة الحدود، والدفاع عن السواحل ضد السفن الصغيرة، وتدمير الألغام البحرية.

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الثلاثاء, 15 شباط/فبراير 2022 18:20
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro