بسبب الحصار.. سائقون في تعز يواجهون الموت يتحدثون عن عذاباتهم اليومية

نيسان/أبريل 12, 2022
بسبب الحصار.. سائقون في تعز يواجهون الموت يتحدثون عن عذاباتهم اليومية يواصل الحوثيون حصار تعز منذ سبعة أعوام - كاريكاتير رشاد السامعي

لا تتوقف معاناة حصار جماعة الحوثي، المفروض على مدينة تعز، عند المسافرين أو المواطنين أثناء تنقلاتهم، ولكن سائقي المركبات وشاحنات النّقل هم أكثر الفئات، الذين يتجرّعون عذابات هذا الحصار بشكل يومي، نتيجة إغلاق الطرق الرئيسية التي تربط المدينة بالمحافظات والمدن اليمنية الأخرى.

"تعز تايم"، ضمن ملف "معابر تعز ..7 سنوات من الانتقام"، أفرد مساحة خاصة، والتقى عدداً من السائقين، الذين يضطرون -في ظل حصار الحوثيين للعام الثامن على التوالي- إلى عبور طرق فرعية وجبلية وعرة بديلة، للسفر أو لنقل المواد الغذائية، والمشتقات النفطية إلى داخل المدينة، واجهوا فيها معاناة وخسائر كبيرة.

-خسائر في الأرواح

صلاح أحمد أحد سائقي شاحنات نقل المواد الغذائية من المحافظات اليمنية الجنوبية إلى مدينة تعز- يقول لـ"تعز تايم": "أغلقت الحرب كل الطرقات الرئيسية التي تربط تعز ببقية المحافظات عبر الحوبان، مما اضطرينا لعبور طرق لم نعبرها من قبل أبدا، ولا نعرفها، طرق على الجبال والهياج، وفي الوديان والسوائل".

ويضيف صلاح "كل هذه الطرق عبرناها، وخسرنا فيها الكثير من السائقين في الخطوط، بسبب الحوادث، وقنص عدد كبير منهم أيضاً، في كل مداخل ومخارج المدن، وأماكن الاشتباكات، وفُجرت عدد من الشاحنات، بسبب الألغام المنتشرة في الطرقات، بداية الحرب".

وأشار إلى "تزايد حوادث السير بشكل يومي، وأحيانا يكون هناك أكثر من حادث في اليوم الواحد، بسبب وعورة الطرقات وتهالكها، وعدم صيانتها".

"خالد أحمد" - سائق شاحنة نقل- يفيد بأن "السيول جرفت عددا كبيرا من الشاحنات في الوديان والسوائل التي نعبر منها، كما أن السيول تسببت بتأخر وصول البضائع، واحتساب حق تأخير الوصول، مما تسبب بزيادة أسعار السلع".

ويؤكد تزايد مسافات السفر والطريق مئات الكيلوهات أمام البضائع والمسافرين، مقارنة بالطرق التي كانوا يسلكونها قبل الحرب بمئات الكيلوهات، بالإضافة إلى تزايد أجور الشحن والنقل من قِبل شركات النقل، بما يسمى "ضمانات الحاويات"، لعدم وجود الأمان في الطريق، وأحيانا تتلف بضائع التجار، بسبب التعثر في الطرقات.

-خسائر مادية

يقول صلاح إنهم ينفقون على مادة الديزل أضعاف ما كانوا ينفقونه قبل إغلاق الطرق الرئيسية، موضحا: "كانت الشاحنة من عدن عبر كرش - الراهدة تصرف ١٠٠ لتر، والآن أصبح الاستهلاك لا يقل عن ٥٠٠ لتر للوصول إلى المكان ذاته".

اقرأ أيضا: ما رأي أبناء تعز بالهدنة وتجاهل العالم لحصار الحوثيين المدينة؟

ويضيف: "بعض السائقين يخرجون من عدن إلى لحج ثم الفرشة، وبعدها يدخل السائق من مفرق الفرشة إلى سائلة القبيطة"، مشيرا إلى أن "ثلاث ساعات من عدن إلى الفرشة، وأربع ساعات من بداية السائلة إلى نهايتها فقط، ثم أربع ساعات من نهاية السائلة إلى منفذ الراهدة الجمركي، التابع للحوثيين".

يتابع حديثه: "السائق يتوقف في الجمارك من أسبوع إلى أسبوعين، وأحيانا يصل إلى شهر، بعد أن يتم إنزال البضاعة للأرض، وتفتيش الشاحنة، وأحيانا يقولوا للتاجر إن الرقم الضريبي مغلق، أو يغلقوه، مما يضطر التاجر للذهاب إلى صنعاء للمراجعة، ويدفع ملايين، وفي الجمارك أقل شاحنة يتم جمركتها بمليون ريال".



كل هذا، بعد أن كانت الطريق عبر كرش - المسيمير ساعتين فقط، من عدن إلى الراهدة، قبل الحرب والحصار، بحسب صلاح.

بينما زميله محمد الصلوي يشير إلى زيادة استعمال الإطارات، وقطع الغيار بشكل جنوني، وبشكل متواصل، حيث لا تعمل ما تسمى بالكنويسات والربلات والتائرات والقطع أكثر من شهرين، بعد أن كانت تخدم لفترة طويلة.

اقرأ أيضا: "تعز تايم" يسأل السلطات المحلية: هل سيفتح الحوثيون معابر تعز وما موقفها من اتفاق الهدنة؟

ويشكو خالد من انتشار نقاط الجبايات بشكل جنوني ومفرط في الطريق الرابط بين تعز وعدن، بخلاف ما كان في السابق.

وعلى كثرة النقاط الأمنية في الطرقات، إلا أنه لا وجود للأمان، ويتعرّض الكثير من السائقين والمسافرين للقتل والتعسف، بحسب عدد من السائقين الذين تحدث إليهم "تعز تايم".

ويضيف: "ناهيك عن التقطعات والاشتباكات، التي تحدث بين القبائل والجيش، نكون ماشيين بأمان الله، وفجأة نلاقي نقطة جديدة قاطعة للخط، ونضطر ننتظر من يوم إلى يومين، بسبب ذلك".

-الحوبان

الطريق البديلة التي تربط مدينة تعز بالحوبان معاناة تثقل كاهل السائقين والمسافرين، إذ يضطر المواطنون إلى سلك طرق وعرة تحمل مشقة مضاعفة إلى جانب المضايقات، التي يتعرّضون لها من النقاط التابعة لجماعة الحوثي.

يقول أحمد الصبري -سائق صالون دفع رباعي- إن الطريق البديلة، التي يسلكها من شارع جمال إلى الحوبان تفوق عشرات المرات الطريق الرئيسية التي كان يسلكها قبل الحرب والحصار.

ويشير الصبري إلى أن الطريق الرئيسية كانت تستغرق منه 10 دقائق، وهي طريق إسفلت، ولا تحتاج إلى سيارات دفع رباعي للتنقل عبرها، لكن الطريق البديلة تستغرق الآن من ٥ إلى ٦ ساعات، وهي طريق خطرة، وتمر عبر جبال ووديان وسوائل.

بينما صديقه أحمد يشكو من الصعوبة في التعامل مع المسافرين بسبب انقسام العُملات، يقول: "فارق الصرف، ورفض جماعة الحوثي التعامل بالعملة الجديدة، شكّلت لنا صعوبات كبيرة".

ويضيف: "المسافرون في المدينة لا يمتلكون العملة القديمة أثناء سفرهم إلى الحوبان، ونضطر إلى أن نأخذ من البعض العملة الجديدة، لتعبئة البترول من المدينة، والبعض ننتظرهم أثناء الوصول إلى الحوبان لصرف عملات أجنبية".

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الأربعاء, 13 نيسان/أبريل 2022 14:09
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro