عناء إضافي.. الحصار الحوثي يُخرج طرقات تعز عن الخدمة

حزيران/يونيو 10, 2022

"تعز تايم" - فريق التحقيقات

أعاد الحصار الحوثي على تعز سكان المدينة إلى أزمنة غابرة، وخلافا لتوقّف الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه، خرجت غالبية الطرقات والشوارع عن الجاهزية بشكل تام، وهو ما ضاعف من معاناة ملايين المدنيين.

وباستثناء محاولات خجولة لتسوية الحفريات في بعض الشوارع الرئيسية، لم تشهد تعز منذ بدء الحصار الحوثي، قبل سبع سنوات، أي محاولات صيانة أو إعادة سفلتة للطرقات والشوارع الفرعية داخل الأحياء السكنية.

لا تتوقّف معاناة سكان تعز عند شوارع المدينة الرئيسية، حتى وإن كان الثمن الذين يدفعونه على شكل حوادث مرورية متكررة، فالمأساة الحقيقية التي لا يمكن وصفها تتمثل في الحال التي أصبح عليها الطريق الرابط بين مركز المدينة  ومدينة التربة.

حياة الجحيم

جراء الحصار الحوثي، وإغلاق كافة المنافذ الرئيسية شرقا وشمالا وغربا، تحول طريق التربة إلى شريان رئيسي، يربط مدينة تعز بالكامل بمحافظات الجنوب، بعد أن كان مجرد طريق ريفي يخدم المديريات الجنوبية الواقعة في نطاق الحجرية.

ونظرا للضغط الشديد، الذي حلّ عليه، سواء من حيث المركبات التي لا تتوقف عن نقل المسافرين أو الشاحنات الخاصة بنقل البضائع من ميناء عدن، خرج طريق تعز - التربة عن الجاهزية بشكل تام، وبات السفر فيه قطعة من الجحيم، كما يقول هاني العزعزي، وهو سائق مركبة.

يضيف هاني، الذي ينقل المسافرين والرسائل بين عدن وتعز منذ ما قبل الحرب: "الحال الذي يعيشه الطريق جعل كبار السن يتذكرون الحال إبان النظام الإمامي البائد قبل أكثر من 65 عاما، وذلك عندما كانت الحمير والبغال والجمال وسائل النقل الوحيدة".

"تعز تايم" يفتح ملف تحديات إنهاء حصار تعز .. ضمانات معدومة

ويشير في حديث لـ"تعز تايم" إلى أنه "في بدايات الحصار، كان المسافرون يتخوفون من طريق هيجة العبد، وكذلك سائلة المقاطرة، وحاليا أصبح الطريق من تعز إلى التربة هو العذاب الحقيقي، لكثرة الحفريات المتعرجات التي تسببت بحوادث مميتة".

ومع تهالك الطبقة الإسفلتية بشكل شبه تام، وظهور حفريات واسعة، يحتاج المسافرون من تعز إلى التربة أكثر من 4 ساعات من العناء، بعد أن كانت المسافة لا تتجاوز ساعتين فقط.

وتتضاعف المعاناة، خلال موسم الأمطار، حيث تتحول الطرقات الواقعة في منطقة الضباب ونجد قسيم ومفرق جبل حبشي إلى مستنقعات وبحيرات عائمة يصعب على السيارات، التي تفتقر لنظام الدفع الرباعي، اجتيازها بسهولة.

مطالب السكان

وأطلق ناشطون ومسافرون نداءات استغاثة متكررة للسلطات الحكومية إلى إنقاذ ما تبقى من الطريق.

اقرأ أيضا: "تعز تايم" يفتح ملف تحديات إنهاء حصار تعز .. ضمانات معدومة

وفي شهر مايو الماضي، كان محافظ تعز، نبيل شمسان، يضع حجر الأساس لصيانة وإعادة تأهيل طريق تعز ـ التربة، بتمويل من صندوق صيانة الطرق الحكومي.

وعد المحافظ شمسان بالانتهاء من المشروع، الذي سيتم تنفيذه على ثلاث مراحل بتكلفة تقدّر بعشرة ملايين دولار، خلال خمسة أشهر، لكن آلية العمل، التي جرت منذ وضع حجر الأساس في العاشر من مايو الماضي، لا تبعث على الطمأنينة.

وحسب كلام أكرم الشرجبي - ناشط مجتمعي في منطقة الشمايتين- لـ"تعز تايم"، لا توجد إرادة حقيقية لدى السلطة الشرعية بتخفيف معاناة أبناء تعز التي خلقها الانقلاب الحوثي، لافتا إلى أن حس المسؤولية الغائب هو من أوصل الطريق إلى هكذا وضع.

انتقد الشرجبي تقاعس السلطة المحلية عن أداء دورها في صيانة البنى التحتية والطرقات بالشراكة مع المنظمات الدولية أسوة ما بما تقوم به سلطات الانقلاب الحوثي في منطقة الحوبان.

وقال: "مطلع العام الجاري، وقّعت سلطات الانقلاب في الحوبان اتفاقية لتأهيل المدخل الشمالي والجنوبي لمدينة تعز على نفقة منظمة اليو إن أوبس، بتكلفة تزيد عن مليون دولار، كما أن تلك السلطات أجبرت المنظمات الأممية على إنارة الطريق العام بالطاقة البديلة، من أمام الصالة الرياضية المغلقة وحتى جولة القصر الجمهوري، فلماذا لا تتحرك السلطات الشرعية للبحث عن حلول مماثلة؟".

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الثلاثاء, 21 حزيران/يونيو 2022 13:46
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro