ومع تحرك عجلة المفاوضات كان الحديث عن فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ووقف هجوم مليشيا الحوثي على مأرب أبرز القضايا الحاضرة.
ورغم أن قضية حصار تعز من أكبر صور المعاناة في الأزمة اليمنية، إلا أنها غابت عن حديث جميع الأطراف المحلية والدولية.
ومنذ فرض مليشيا الحوثي حصاراً خانقاً على تعز يضطر السكان للسفر 7 ساعات وفي طرق ريفية شديدة الوعورة للوصول من وإلى منطقة الحوبان بالمدينة نفسها، في الوقت الذي تواصل المليشيا قطع الطريق الرئيسي الذي لا يستغرق التنقل عبره سوى 5 دقائق فقط.
وحول هذا الأمر يتساءل الصحفي حمدي رسام: "لماذا يحضر مطار صنعاء في كل مفاوضات بينما يتم تغييب حصار تعز مع أن الأمرين يتعلقان بالجانب الإنساني؟"
ويقول "إسماعيل أحمد إسماعيل" إن البعد السياسي هو العامل المحرك لموضوع مطار صنعاء وليس الإنساني الذي سيتذرع به كذريعة تستخدم لصالح الحوثي في الحديدة ولا تستخدم ضده في مأرب مثلا أو تعز المنسية أصلا والخارجة عن نطاق مفاصل الصراع الرئيسي بنظر الفاعلين في الداخل والخارج"، مضيفاً أن "فتح مطار صنعاء ، يعني كسر الحظر والاعتراف بالحوثي الذي يعتبر ذلك على رأس أولويات مطالبه للانخراط في عملية التفاوض".
الصحفي زكريا الشرعبي بدوره يقول إن " الحديث عن فتح مطار صنعاء دون التطرق لإنهاء حصار مدينة تعز يعد تخلي من قبل الحكومة الشرعية عن دورها في فك الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الارهابية على المدنيين منذ ست سنوات".
من جهته يقول المصور والناشط الشبابي أحمد باشا إن التفاوض يجري على فتح مطار صنعاء أمام 8 دول وفتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية والمساعدات، وذلك من أجل البدء بوقف إطلاق نار شامل على جميع الجبهات واستئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية، مضيفاً أن "أي اتفاقات لا تتضمن رفع الحصار عن مدينة تعز لا تعنينا".
الأمر ذاته قاله الصحفي اليمني المتواجد في قطر "بشير سنان" والذي ذكر أن "أي اتفاق لايتضمن فك الحصار عن مدينتي تعز لا يهمني بالمطلق".
ويقول الناشط الإعلامي عماد الشميري إن "فك الحصار عن تعز أولى من فتح مطار صنعاء للمليشيات الانقلابية".
الدكتورة ألفت الدبعي بدورها قالت إن "أي تسوية سياسية دون فك حصار تعز والاستناد للمرجعيات الثلاث بما يفضي لقيام دولة اتحادية لن يكتب لها النجاح وسوف تفشل أمام أول تجربة اختبار".
الدكتور محمد السامعي الطبيب المقيم في ألمانيا كتب مستنكراً تجاهل حصار تعز: " لا الوسيط العماني ولا الامريكي ولا الدولي قد سمعوا عن تعز.. يلا مش مهم.. افتحوا مطار صنعاء ماعنديش مانع.. بس أهم شي تعز لا ترفعوا الحصار عليها!.. خلوا الناس تسافر 7 ساعات وتلف أربعة جبال بسبب واحد سلالي حقير واقف بالنقطة حق جولة القصر".
الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر قال هو الآخر: "" فتح مطار صنعاء برفع الحصار عن تعز.. وبس".
أما طه صالح فيقول: "انشغل لصوص السلطة المحلية في تعز بنهب الإيرادات، وتركوا الضغط على الشرعية على رفع الحصار..؟ أسوأ نخبة في اليمن كلها هم أبناء تعز، أبناء المحافظة كل مفاصل الدولة في أيديهم ولم يقدموا شيء لتعز.. الحوثي يجهز لفتح مطار صنعاء ونحن نبكي خيبتنا نبكي واقعنا".
وكتب الصحفي وفيق صالح: "كان محور المفاوضات سابقاً فتح مطار صنعاء مقابل رفع الحصار عن تعز، لكن يبدو أن الوسيط العماني ضل طريقه، ولم تعد قضية حصار تعز بالنسبة للجميع، سوى شيء ثانوي، لا أحد يهتم بها".