لقد وجدت أم بشار أسرتها ضحيةً مفضلةً لحربٍ "ليس لها فيها ناقة و لا جمل" وكان لها نصيب من الموت والنزوح والهمٌّ الذي لا يحتمل
نزحت أم بشار لتنجو بأسرتها بعدما أصابت رصاصة القناص كبدها مرتين، فأخذت فلذة وفشلت في التقاط الثانية بعدما أصابتها
الموت الذي نزحت الأسرة هرباً منه لا يختلف كثيراً عن الحياة الموجعة التي تعيشها ، فما لم تطُلْهُ رصاصةُ القناص من أبنائها ، تلقفته يدُ الأمراض المتربصة ببشار و اخوته و والده
تعتمد الأسرة في طعامها وحاجاتها البسيطة من مقومات الحياة على المساعدات و فاعلي الخير وأحيانا يصبح الأكل والشرب في منزلة تدنو من الأحلام
رغم أهمية المساعدات -على قلّتِها- لم تعدم الأسرة من يشاطرها قوتها مقابل إيجار دكانٍ وجدت فيه مسكناً رغم تواضعه يظل آخر ما تبقى لهم من وطن فقد ملامحه، كما فقد أبنائه السكينة والسكن
ضاقت واستكملت حلقاتها ولم يبق سوى انتظار الفرج" ، لسان حال أم بشار وآلاف الأسر اليمنية التي أفسدت الحرب حاضرها وحرمت أبنائها طفولتهم ومستقبلهم