لحظة تعز الذهبية.. دعوة لتشكيل كيان يحمل مشروع المدينة وينهي مسيرة حمل المباخر

تموز/يوليو 10, 2023

أمام تعز لحظة ذهبية للخروج من حالة التيه السياسي، وكسر مسيرة طويلة من التذلل وحمل المباخر أمام رأس النظام في صنعاء، سحق النظام المركز تعز الجغرافيا والمشروع، وحولها إلى أداة لتزين صورته، وتدعيم حكمة، فحرمت من التمتع بالتنمية المحلية، وتطوير أريافها، بل للأسف ريفت مدنها، واستولت الطبقة العسكراتية المركزية علي سواحلها ومطارها.  

أمام تعز لحظة تاريخية يمكن وصفها باللحظة التعزية، وهي لحظة صنعتها الأحداث المأسوية التي فجرتها مليشيا الحوثي، وهي لحظة إن ذهبت لن تعود، وهذه لحظة التي تحدث مكتملة فكرياً ونفسياً، رافضة أن تبقي كما هي، تسعى للأفضل، تتوق إلى القوة، تري الصورة كاملة لحاضرها ومستقبلها، كما ينبغي أن تكون.  

النسيان الرسمي الذي ترك تعز تحت الحصار والقصف، والألم الذي يكابده أبناء تعز يوميا أسقطت زيف الادعاءات بأهمية تعز، وأتت بهذه اللحظة، اللحظة التي أصبحت حديث المجالس وأحلام الناس في المدينة.  

هذه اللحظة بحاجة إلى إرادة قوية، وشجاعة سياسية وأخلاقية، لاختطافها، ودفعها نحو الهدف المنشود، هذه القوة لن تأتي إلا من كتلة تغيير حرجة، تمتلك مواصفات القوة والشجاعة والقيم الأخلاقية، تؤمن لحظتها، وتري الصورة الكلية للمستقبل الذي تعمل لأجله، للأسف الطبقة السياسية التعزية اليوم مرتعشة، ليس لها تردانه مستقلة، وهي مرتبطة بولاءات متعددة بسبب الانتماء والراتب والحماية، طبقة تتنفس أبخرة القصر، وترى في مغادرة تلك الساحة موتا لها ولمستقبلها، ولذا لا يؤمل منها الكثير لأجل تعز المشروع والجغرافيا. 

لا أريد أن أعدد مزايا ومقومات تعز، لكن ما يحز في النفس أن الذين أفرغوا تعز من قوتها ومحتواها سابقا، عادوا اليوم ليدمروا مستقبل تعز باختطاف أهم جزء فيها، ساحل المخا، الذي سيشكل ركيزة أساسية لأي مستقبل جديد لتعز، العبث به جريمة ترقين إلى الخيانة، في تلك الأرض التي يعبث بها طارق ورأس السلطة المحلية وآخرون من مدمني الفساد، يخونون تعز ومستقبلها، ويرهنون مستقبلها كما رهنوها لعشرات السنين لأجل صالح.  

إحداث التزاوج بين الجغرافيا التعزية سيخلق تنمية فريدة في المدينة، التصالح بين الجبل والساحل كفيل بنقل تعز إلى أفق تنموي فريد في اليمن والمنطقة، الساحل الذي تم إهماله وتركه للفراغ بفعل فاعل وقوى محلية وإقليمية حتى لا تستفيد منها تعز طول كل هذه السنوات، والجبل الذي ترك النزاعات والجفاف دون أي تطوير سياحي وتنموي، مشروع المخا لا تقل أهمية عن أي مشروع في المنطقة، خاصة إذا بني علي حسابات اقتصادية علمية، وستنعكس ثماره علي كل اليمن، سيجذب رأس المال المحلي والخارجي، ثم في ذلك تحويله إلى نقطة وصل بين آسيا وأفريقيا، أداة رابطة بين ارجاء الجزيرة العربية والعالم الخارجي.  

التحالف الذي يملك خيوط اللعبة، لن يسمح بمشروع تعز المستقبل ضمن معادلة جديدة مع المركز، التحالف يرى في تعز مشروع تنوير يشكل خطرا علي مشروع الرخاوة الذي يسعون إلى فرضه، المدينة التي قادت الثورة وصنعت القادة، يراد لها أن تكون قربانا لأي مشروع تصالحي، شمالها الذي يضم المطار سيكون للحوثي مقابل الرضا بالتوقيع، وطارق حارس السواحل لأجل مشروع أبو ظبي، وأطماعها. 

على شباب تعز ورجالها المتحررين من خيوط التحكم الخارجي أن يتحركوا ضمن مشروع اللحظة التعزية، والعمل بصوت عال دون تلميح إلى حق تعز وأبناءها في الثروة والسلطة، وعليهم الإدراك أن الحصار لن ينتهي وعجلة التنمية لن تدور دون مشروع جديد لا علاقة له بالماضي ثقافيا ونفسيا. 

استجداء الحقوق ليس من شيم الأحرار، لن يسمع لنا العالم صوت ما لم يكن لتعز من يعبر عنها، وينادي بحقها ضمن أجندة واضحة، في إطار مشروع سياسي مدني سلمي، وهذا المشروع أول متطلباته التحرير العسكري لكل تراب تعز، والمال التعزي إذا تزاوج في معادلة مع القوى البشرية والإرادة السياسية سوف ينتج واقعا جديدا، لا نعول كثيرا اليوم على السياسيين والنواب الذي تجاوزهم الزمن، الذين انتخبوا نوابا منذ عشرين سنة، هم الذين يعبثون اليوم بمستقبل تعز، ويمررون مشروع الخارج على حساب تعز. 

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الإثنين, 10 تموز/يوليو 2023 11:00
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro