تأتي حادثة الاغتيال تزامنًا مع إقرار المنظمات العالمية فتح مكاتب رسمية لها في تعز، لتنظيم وزيادة تدخلاتها التنموية والانسانية في المدينة التي تفرض عليها جماعة الحوثي حصاراً للعام التاسع على التوالي.

حادثة تخدم أعداء تعز

يعبّر صحفيون وناشطون، عن حادثة الاغتيال بأسفهم الشديد، ويعتبرون بأنّ حادثة اغتيال الموظف الاممي تخدم أعداء تعز، وستضاعف من معاناة المواطنين إذا ما قررت المنظمات الاغاثية تقليص الدعم الإنسانيّ المقرر للمدينة

يقول الناشط الحقوقي حمدي السامعي لـ"تعز تايم"، إنّ " إقرار الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية، مدينة تعز بيئة آمنة للعمل الإغاثي والإنساني جاء بعد غياب الحوادث الأمنية وتقلصها وفرض الأمن داخل المدينة خصوصاً في العامين الأخيرين والذي شكل بند داعم لتواجد المنظمات الإغاثية وشجعها على فتح مكاتب لها داخل المدينة حيث ستصب هذه الخطوات في صالح تعز ومواطنيها ".

وأوضح السامعي، أنّ "الأيادي اللئيمة التي لا تريد لتعز المصلحة كان لهم رأي خاص بعيداً عن مصلحة المدينة كما شاهدنا في حوادث سابقة منذ بداية الحصار على المدينة وصولاً إلى تنفيذهم عملية اغتيال مسؤول إغاثي يعمل لدى منظمة الأغذية والهدف من ذلك الإضرار بتعز وتشويه صورة المدينة أمام المجتمع الدولي والراي العام وإظهار المدينة بمظهر الفوضى وعدم الأمن".

وأضاف، أنّ "هذه الحادثة لن تصب في صالح أحد غير أعداء تعز الذين يسعون لخنق المدينة وحرمانها حتى من الاكسجين إن استطاعوا وما هذه الحادثة إلا إحدى الكثير من الحوادث المتعمدة التي هدفت الى تشويه المدينة ونقل صورة سوداء عن تعز للعالم".

وأكد أنّ "في تبعات هذا الاغتيال ستتأثر المدينة سلباً من خلال تقليص المنظمات الاغاثية والإنسانية في المحافظة لنشاطها كما شاهدنا في أول ردة فعل لبرنامج الغذاء العالمي WFP الذي علّق أعماله الإنسانيّة في تعز حتى إشعار آخر نتيجة هذه الحادثة".

واختتم السامعي قوله: "سيكون المواطن هو المتضرر الأول من هذا الاغتيال، حيث يعتمد المواطنون في المدينة بشكل شبه كلي على دعم هذه المنظمات وما تقدمه شهرياً من أغذية وإغاثة للمواطنين"

من جانبه يقول مستشار مدير عام شرطة تعز، يحيى العتواني لـ"تعز تايم"، إنّ "الحادثة بالطبع لها تأثير كبير على تعز، وعلى اليمن بشكل عام"

وأضاف العتواني، أن "الجهة التي قامت بتنفيذ هذه الجريمة، لا تريد لليمن ولا لتعز التنمية ولا الإستقرار، فهي تريد أن توصل رسالة للمجتمع الدولي والخارج أن تعز ومناطق الحكومة الشرعية ليست مستقرة".

وأشار العتواني إلى أنّ "هذه أهداف حوثية، وقد تكون من جهات أخرى كلها تلتقي في نفس الهدف الرامي الى ضمان عدم استقرار هذا الوطن".

وأكد أنّ "الأجهزة الأمنية، لن تقف مكتوفة الأيدي وستلاحق الجناة، وسيتم تتبّعهم والقبض عليهم والكشف عن خلفيات هذه الجريمة، التي تسيء لتعز واليمن ككل".

ونوّه أن " الحملة الأمنية ما زالت هناك في مسرح الجريمة، وقد تم إتخاذ كل الإجراءات الأمنية، لتعقب الجناة والقبض عليهم وإحالتهم إلى الجهات المختصة لنيل جزائهم الرادع".

فيما يقول الناشط السياسيّ محمد الكويحي لـ"تعز تايم"، إأن "بعد اجتماعات طويلة ومحاولات عديدة من قبل العاملين في المجال الإنسانيّ والحقوقي بمدينة تعز، لدعوة المنظمات الأممية والدولية لنظر لحال المدينة المزري منذ حصارها من قبل الجماعات الحوثية قبل تسع أعوام".

وبيّن أن "لا حظنا في الأشهر القليلة الماضية، بأن الكثير من المنظمات الإنسانيّة والدولية، وافقت على فتح مكاتب تنموية لها في تعز".

وأكد الكويحي أن "هذا القرار كان صائبا وسيخدم تعز وأبنائها، وسينفس عنهم قليلًا من الحصار والمعاناة التي تخنقهم، أتى هذا القرار بعد استقرار رمزي كبير للأمن في العامين الآخرين".

وأوضح بأنها "أتت حادثة اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي الأليم، يوم أمس الجمعة في مدينة التربة، الذي كان متجه إلى المحافظة للبدء في العمل التنموي والإنسانيّ، وهذا أمر مؤلم يضاف لمعاناة أبناء المدينة".

وأضاف الكويحي لـ" تعز تايم"، أن " أعداء تعز الذين لا يريدوا لتعز الأمن ولا الأمان، ويريدون أن يشطنوها وإظهارها بصورة سيئة غير أمنة يسعون جاهدين لإظهارها مدينة موبئه بالإرهاب كما تتحدث إعلام المليشيات والأجندة السياسيّة التي تعمل لصالح المليشيا الحوثية كما هو واضح اعمالها الدنيئة".