سجناء تعز يتدربون في مركز تأهيل أنشاته توكل كرمان

آذار/مارس 22, 2024

في الحلقة الحادية عشرة من موسمه السادس، عرض برنامج "حيث الإنسان" قصة الإصلاحية المركزية فيىمحافظة تعز، التي يقضي فيها مئات السجناء سنوات من أعمارهم، ولديهم ساعات محددة لزيارة أقاربهم، أما باقي الوقت، فيقسّمونه بين النظر حولهم، أو الحديث المكرر مع رفاقهم بالسجن.

لا شيء أثمن من الحرية، ولا أغلى من شمسها، خاصة لمن يجدون أنفسهم فجأة وقد فصل بينهم وبين الآخرين حيطان وأبواب، تصبح كل الأماني مجرد رؤية الخارج، ومشاهدة ما يجري وراء عالمهم المغلق.

برنامج "حيث الإنسان"، الذي تنفذه وتموِّله مؤسسة "توكل كرمان"، فتح آفاقا جديدة، للتفكير بأولئك الموجودين خلف الأسوار، في الإصلاحية المركزية بـ تعز، الذين لا بُد أن يخرجوا يوما ما ويعودوا إلى مجتمعنا، وهي فكرة لن تجعل سنوات السجن تذهب هدرا من عمر الإنسان.

يقول أحد نزلاء الإصلاحية المركزية في تعز (السجن المركزي): "أنا عليا دين 10 ملايين، قابلة للزيادة، حيث كنت أعمل مع شخص وكيلا للمغتربين، يعني تعتبر صرافة صغرى، وكانت هناك مبالغة كبيرة تأتي إليّ، وكنت أحيانا أترك النقود السعودي بحوزتي، فيقل الصرف، فنخسر في بعض الوقت، تغيّر الصرف بين ساعة وأخرى".

ويضيف: "صدر حكم عليّ بإرجاع المبلغ، حتى لو انتهى عمري هنا، لن يسمح لي بالخروج إلا بتسديد المبلغ، وحتى بداية شعبان الماضي قضيت في السجن 5 سنوات، والآن أنا في السنة السادسة، ولم أستطع تسديد أي مبلغ، حتى تكاليف المحامي، ومصاريفي اليومية".

ما إن يُوصد باب السجن على النزيل، حتى يحاول الجميع نسيانه، وتركه وحيدا لمحنته، يتبقى فقط اهتمام الأهل والقليل من الأصدقاء، ومع مرور الوقت يتراجع ذلك الاهتمام، وفي الداخل تكبر الديون، وتفقد الآمال، وتنسى المهارات، حتى يصبح النزيل في السجن فاقدا للحماس تجاه كل ما يحدث له، وما يدور حوله.

يقول مدير الإصلاحية المركزية في تعز، المقدم عصام الكامل: "إن الإصلاحية المركزية في تعز تعتبر مؤسسة من مؤسسات تطبيق القانون، وهي ليست مؤسسة عقابية بدرجة أساسية، لكنها أيضا مؤسسة تدريبية وتأهيلية وإصلاحية، ولذلك تسمى الإصلاحية المركزية".

ويوضح أن "الإصلاحية فيها عدد كبير من السجناء، يتجاوز 1100 سجين، في مختلف التصنيفات القضائية والجنائية".

ويشير إلى أن "إصلاحية تعز كبيرة من حيث المساحة والمباني، لكنها تفتقر إلى الكثير من الإمكانيات، بفعل التدمير الذي حصل لهذه المؤسسة، أثناء الحرب، وفيها العديد من الأقسام، مثل الإمداد والتموين، والصحة، والشؤون الداخلية، والتأهيل والتدريب، والإصلاح والوعظ والإرشاد، والتعليم، ونأمل رفع مستوى الخدمات التي تقدمها هذه الأقسام".

برنامج "حيث الإنسان" وقف أمام واحدة من أهم التجارب في رحلته، حيث كان الاستماع إلى توقعات نزلاء الإصلاحية جزءا من إشراكهم في تنفيذ الفكرة، التي نجحت في أماكن أخرى، استهدفها البرنامج في مواسم سابقة، حيث أصبح السجين قادرا على حل مشكلته بنفسه، ومن خلال يده وما يتعلمه.

كان لبرنامج "حيث الإنسان" فكرة مختلفة لأجل من تم نسيانهم خلف الديون والمتاعب التي كبرت أمام أعينهم، إذ خصصت مساحة داخل الإصلاحية المركزية في تعز لتكون قاعة تدريب، وبينما كان النزلاء في غرفهم أحضرت المعدات اللازمة، وأدوات ومكائن حديثة، يمكنها البدء بالإنتاج، وجاء فريق من المختصين لتدريبهم على العمل، ويتم توزيع النزلاء وفق هواياتهم.

وفي مساحة تبدو صغير، ستصنع الكثير من البضائع والأحلام، حيث سيصبح السجين حرا في كسب عيشه على الأقل، وفي سداد ما عليه، ورد الجميل لأسرته، التي تنتظر يوما يعود فيه إليها حاملا الكثير من الذكريات، بينها ما هو مشرق كهذا اليوم.

يقول مدير الإصلاحية المركزية في تعز: "لا شك أن هذه الورش ومعامل التدريب، التي قدمها برنامج حيث الإنسان للإصلاحية المركزية، سيكون لها أثر إيجابي كبير على حياة السجناء، في تنمية مهاراتهم وإكسابهم المهن المفيدة، التي سيستفيدون منها حتى بعد خروجهم من الإصلاحية".

ويضيف: "شكرا برنامج حيث الإنسان، شكرا توكل كرمان".

هذا هو برنامج "حيث الإنسان"، الذي تنفذه وتدعمه مؤسسة "توكل كرمان"، لا يصف الواقع، ولا يقدمه، ولا يقول ما يقال في العادة، لكنه يشخِّص ويتوغّل في معاناة الإنسان، ويحاول أن يقدّم حلولا، ويزرع الثقة في من أوجعتهم الحياة.

 

Additional Info

  • المصدر: نقلا عن تلفزيون بلقيس
Rate this item
(0 votes)
Last modified on الجمعة, 22 آذار/مارس 2024 16:07
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro