توكل كرمان تنفذ مشروع متكامل لمخيم نازحين نسيه الجميع في تعز عبر حيث الإنسان

آذار/مارس 20, 2024


في الحلقة التاسعة من موسمه السادس، عرض برنامج "حيث الإنسان" قصة "مخيم الراجحي" في منطقة "الحجب" بمديرية مقبنة - محافظة تعز، الذي يعاني النازحون فيه من الجوع والإهمال.


منذ سنوات، تحوّلت عدد من تلال مديرية مقبنة في محافظة تعز إلى عنوان دائم للهاربين من الحرب، بعد أن تركوا كل شيء خلفهم، وجاءوا بحثا عن لحظة أمان، إذ حضرت مجموعة من الأسر إلى منطقة الحجب في مديرية "مقبنة"، التي تبعد قرابة 71 كيلو مترا عن مركز مدينة تعز.

وفي منتصف العام 2021م، كان قد بدأ الاهتمام بمخيم الراجحي، ومخيمات نزوح أخرى قريبة منه، من قِبل المنظمات الإغاثية، لكنه سرعان ما تراجع، ووجد النازحون أنفسهم في تحديات مع توفير قوت يومهم.

برنامج "حيث الإنسان"، الذي تنفذه وتدعمه مؤسسة "توكل كرمان"، زار مخيم الراجحي -أحد المخيمات التي تم نسيانها تماما- وقام بتقديم مشروع للأسر النازحة، يجعلها شريكة في واقع جديد، قد يُساهم في تلبية بعض احتياجاتها هناك، ويُعيد التذكير بما يحتاجه ساكنو المخيمات.

قدمت مؤسسة "توكل كرمان" 150 رأسا من المواشي، لتمكين سكان مخيم الراجحي، وهو ما اقترحته النازحة في المخيم، المسنة سعيدة عطروش، عند زيارة فريق البرنامج إلى المخيم، حيث قالت إن الأسر في المخيم بحاجة إلى المواشي؛ لتقوم برعايتها، لكي توفر لها القليل من الغذاء، بشكل مستمر، وأيضا للمتاجرة بها، وهو ما تراه "عطروش" أنه أفضل من السلل الإغاثية، التي سرعان ما تنتهي.

تقول المسنة سعيدة عطروش: "نادرا ما يأتي الماء إلينا في المخيم كصدقة، والآن توقّف عنا. كان وضعنا قبل الحرب أفضل بكثير، حيث كُنا نزرع ونحصد من أرضنا، ونأكل من المنجا، ومن عنب الفلفل، حتى وصلت الحرب إلى بيوتنا، فهربنا دون أن نأخذ أغنامنا أو أبقارنا، ولم نأخذ أي شيء، واليوم نحن نعيش نازحين في هذه الخبوت".

وتضيف: "نحصل على الإغاثة كل 6 أشهر، ومع ذلك تحصل عليها مشاكل، ويتم أخذها، وتركنا مع الجوع، ونحن تعبنا كثيرا، وليس لدينا عمل، أو أي شيء ممكن نعول فيه أنفسنا وأطفالنا".

- واقع مفروض

هؤلاء النازحون، الذين لا يصلحون حتى أن يكونوا خصوما، أصبحوا معزولين في مناطق نائية، يخافون العودة إلى بلداتهم، ويتحسسون البقاء في الأماكن المؤقتة، وقد تسرّبت كل أحلامهم، ونمت مكانها أمنيات صغيرة، بعد أن أصبحت المخيمات واقعهم، ولم يعد بإمكانهم العودة إلى تلك الأرض والممتلكات، التي كانت لهم، وغدت غريبة عنهم، وتمت مصادرة كل ما يمكن رؤيته وترقبه.

لزمن، ظل اليمنيون متعاطفين مع سكان المخيمات، التي يرونها على شاشات التلفاز، لكن الحرب المستمرة قالت لهم إنه لا أحد يمكن أن يكون دائما متفرجا، بل قد يصبح يوما ما هو المشهد.

يقول قائد محمد - نازح مُسن في مخيم الراجحي بتعز-: "حياتنا في المخيمات متدهورة إلى ما لا حدود، جاءت الحرب أتعبت العالم، وأتعبتنا كثيرا، أخرجتنا من بيوتنا، وبهذلت بنا، وأتعبتنا أشد التعب".

ويضيف: "قبل الحرب كنا نعيش في منطقة الطوير بكل راحة وأمان، ولدينا مواشٍ، وحيوانات، ونمشي وننام ونحن آمنين، أما الآن نحن نعيش في مخيم النزوح، بين الحر والبرد، في حال لا يعلمه إلا الله".

ويتابع: "كان معنا رزق، ونطلب الله، والدنيا أمان، والآن أغلقت علينا من كل جهة، فالسلة الغذائية تجينا، وقد نحن في حال الموت، بعد ثلاثة أشهر، وقد الناس في حال الضيق والموت، لا نمتلك أي شيء".
 
من كلمات الرجل المسن "قائد محمد"، ومن يتشاركون معه المساحة ذاتها، عرف فريق برنامج "حيث الإنسان" ما يحتاج إليه المخيم.

ولأن النازحين في المخيم يمتلكون خبرة قديمة في تربية المواشي، وجعلها موردا اقتصاديا هاما ودائما، فقد استعاد النازحون كل خبراتهم السابقة، قبل أن يصل ما تم توفيره من قِبل مؤسسة "توكل كرمان".

وسط ضحكات الأطفال المعبِّرة عن فرحتهم وسعادتهم، وابتسامات الكبار، جرى توزيع المواشي وفقا لعدد أفراد الأسرة، ومقدار احتياج كل أسرة للدعم والتمكين، الأمر الذي وفَّر لكل أسرة ما سيصبح قريبا مصدر دخل ثابت لا يمكن التخلي عنه.

وفي ختام الحلقة، عبّر النازحون عن خالص شكرهم لمؤسسة "توكل كرمان"، وبرنامج "حيث الإنسان"، على الالتفاتة التي حظي به سكان المخيم، رغم النسيان المستمر لأوضاعهم من قِبل الجميع (سلطات حكومية، ومنظمات إغاثية).

Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro