وأكد مدير مكافحة المخدرات أن حجم المضبوطات خلال العام الجاري يعكس استهدافًا ممنهجًا لمناطق الشرعية بشكل عام، وتعز على وجه الخصوص، عبر ثلاثة محاور رئيسية تشمل جماعة الحوثي، وشبكات دولية منظمة، بالإضافة إلى جهات محلية تتورط في التهريب والترويج.

وأوضح العامري أن كميات المواد المخدرة التي تم ضبطها خلال الفترة الماضية والتي شملت الهيروين وحبوب الكبتاجون ومؤثرات عقلية خطيرة وصلت إلى أرقام كبيرة، بعضها كان في طريقه للتهريب عبر السواحل والمياه الإقليمية اليمنية، فيما تم ضبط شحنات أخرى في رأس العارة والمضاربة والسواحل القريبة من تعز.

 وأشاد مدير المكافحة بالدور الكبير الذي قامت به الحملة المشتركة بقيادة العميد حمدي شكري، مؤكدًا أن هذه الجهود جنّبت المحافظة كارثة حقيقية كانت ستطال المجتمع والشباب خصوصًا.

وأشار إلى أن تعز مثلها مثل المدن المحررة، تتعرض لهجمة مخدرات متصاعدة تستهدف النسيج الاجتماعي والأمني والاقتصادي، داعيًا الأجهزة الأمنية إلى تعزيز التعاون مع إدارة مكافحة المخدرات.

كما دعا العامري إدارة التربية والتعليم، والجامعات، ومكتب الأوقاف والإرشاد، ومكتب الصحة، إلى الانخراط الفاعل في حملة مجتمعية واسعة للتوعية بمخاطر المخدرات، عبر الندوات والمحاضرات والمناهج والخطاب الديني، مشيرًا إلى أن الخطيب في المسجد يمتلك تأثيرًا مباشرًا في توجيه الأسر والشباب، وأن المدارس والجامعات هي خطوط المواجهة الأولى للحد من انتشار التعاطي.

وطالب مدير مكافحة المخدرات بمحافظة تعز هيئة الأدوية والجهات المختصة بتشديد الرقابة على بيع المؤثرات العقلية في الصيدليات، والالتزام الصارم بالوصفات الطبية، مؤكدًا أن السوق يشهد توفرًا غير مبرر لكميات كبيرة من الأدوية المخدّرة الخاضعة للرقابة، ما يتطلب إجراءات عاجلة لمنع تهريبها وتداولها خارج الإطار الطبي القانوني.

وختم مدير مكافحة المخدرات حديثه برسالة صريحة للمجتمع، قال فيها: "نحن جزء من الحل ولسنا وحدنا في ميدان المواجهة، والمخدرات خطر يهدد الأسرة والدين والصحة والأمن والاقتصاد، وإذا لم نتكاتف اليوم فقد نصل إلى نقطة يصعب فيها التراجع". مؤكدًا أن الإدارة سجّلت 37 قضية مرتبطة بالمخدرات خلال العام 2025، لكن المؤشرات خطيرة وتبعث على القلق مؤكدًا أن الخطر لا يزال في تصاعد مستمر.

وقال العامري أن إدارة مكافحة المخدرات في تعز مستعدة لفتح شراكات مع المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية لإطلاق حملات توعية واسعة، داعيًا الجميع إلى التعامل مع الظاهرة بجدية كاملة قبل أن تتفاقم آثارها على الأجيال والمجتمع.