الإجابة:
١- ما يدور الآن من مهاترات وصراع بين الواعظين والاحتفالات، لا يوضح أن هناك نية لفك حصار تعز.
٢- ما يدور الآن من التباس العلاقة بين مدينتي المخاء وتعز، لا يوضح أن هناك نية لفك حصار تعز.
٣- ما يدور الآن في رأس السلطة المحلية في تعز (المحافظ)، لا يوضح أن هناك نية لفك حصار تعز.
٤- ما يدور في أوساط دولة الشرعية (المجلس الرئاسي والحكومة)، لا يوضح أن هناك نية لفك حصار تعز.
٥- ما يدور الآن في أوساط ما تبقى من فكرة التحالف وفي رؤوس من مازالوا يتذكرون تعز في السعودية والإمارات، لا يوضح أن هناك نية لفك حصار تعز.
فك حصار تعز ليس ضمن بنود تفكيرهم.
فك حصار تعز، ليس ضمن جهودهم اليومية لفك حصار تعز.
يجب أن تتخلص تعز من هذه الحالة- حالة نسيان أنها محصورة ومحاصرة.
هذا إذا كانت تعز- فعلا- تريد أن تقاوم.
السؤال الثاني:
هل هناك قناعة عند البعض بالاستسلام للحوثيين؟
الإجابة:
١- هؤلاء الانهزاميون، نوع من الناس موجود في كل زمان وكل مكان وفي كل الظروف السيئة.
٢- هؤلاء، منهم "السلامويون" Peaceniks الذين يقولون أن أسوأ ما يتحقق بالسلام هو أحسن من أي مكسب تقدمه الحرب،
ومنهم "الاستسلاميون" الذين يخافون من أي صدام ومن أي تضحيات.
٣- هؤلاء، يظهرون فقط كظاهرة "هامشية"، عندما يكون العدو أقوى.
٤- هؤلاء، لا يؤثرون "فعلا" في مجريات الأحداث ولكن يستعملهم المعتدون كأدوات متاحة على الأرض ضد الصامدين.
٥- هؤلاء، معهم صفحة خاصة بهم في كتاب التاريخ، تُكتب بعد انتهاء غبار المعارك، ويمكن أن يفتحوا هم بأنفسهم الصفحات التي سجلت حركات وأعمال أمثالهم منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
يجب أن تتخلص تعز من هذه الحالة- حالة الانهزامية.
هذا إذا كانت تعز- فعلا- تريد أن تقاوم.
السؤال الثالث
هل هناك ما يكفي من الصلابة والعزيمة عند تعز لتفك حصارها وتطرد المحتلين الحوثيين؟
١- أنا أعلم علم اليقين، أن هناك في الخنادق والمتارس الأمامية لجبهات تعز يمكنك أن ترى العزيمة والاستعداد للتضحية وللفداء بالأرواح من أجل تعز ومن أجل اليمن، حية وتسير على الأرض.
هؤلاء، هم تضحيات حية تسير على الأرض.
قد رأيت هؤلاء الرجال، وقد أطلقت عليهم تسمية:
"أعز الرجال".
وهؤلاء، هم من يصنعوا الأحداث وهم من تمتلئ صفحات كتاب التاريخ بأسمائهم وأعمالهم.
٢- هؤلاء الرجال، يعرفون أن هناك فراغ قوة في تعز وأن هذا يشوه صورة تعز، وأنهم يدفعون ثمن ذلك.
صورة تعز، في مخيلة عموم الناس في تعز نفسها وفي كل اليمن وعند الأجانب، لا تقفز تلقائيا لدور هؤلاء الرجال الذين لولاهم لما كانت هناك تعز الصامدة الباسلة.
الدولة، هي التي يمكن أن تدفع بدور هؤلاء الرجال إلى الصدارة.
الدولة، هي التي يمكن أن تجعل صورة تعز في مخيلة عموم الناس في تعز وفي كل اليمن مرتبطة بصلابة وعزيمة هؤلاء الرجال.
الجهة الوحيدة التي يمكن أن تملأ فراغ القوة في تعز وبدون أي معارضة، هي الدولة.
والدولة، معها رئيس.
وتعز، تنتظر دور الرئيس رشاد العليمي ودور الدولة التي هي فوق كل الاعتبارات الحزبية والفئوية والمذهبية والولاءات الشخصية.
٣- فراغ القوة، يبرز الشخابيط والواعظين والمحتفلين
فراغ القوة في تعز، يحولها إلى ساحة "سريالية" بشخابيط غير مفهومة وأشكال مشوهة ولطخات ألوان مبعثرة وحالات غريبة الأطوار وغارقة في المكارحات والمماحكات والتجاذبات والتناحرات، لدرجة أن هذا الوضع الهلامي سمح لأن يتواجد شخص أجنبي (من كندا) يعمل مع منظمة يمولها الإتحاد الأوروبي، تجتمع بصورة منتظمة للعمل على "المصالحة والسلم الاجتماعي" بين أفراد وجهات هم كلهم تحت راية الشرعية.
هذه الصورة "السريالية" المشخبطة، لا يوجد مثيل لها لا في مناطق الحوثي ولا في مارب ولا في أي محافظة جنوبية.
وهذا يعطي صورة "سريالية" غريبة في مخيلة الناس عن تعز.
صورة "سريالية" مشخبطة"، لا علاقة لها بصلابة تعز التي هي الصورة الأصل.
الصورة الأصيلة لتعز، هي الرجال الصامدون الذين يحمون تعز للسنة التاسعة على التوالي، والذين لولاهم لما كان من الممكن أن يتواجد أي من هؤلاء المتناحرين الذين يصالح بينهم شخص من كندا.
وبالمناسبة، هذا الشخص الكندي، هو ذكي وطيب ونيته طيبة وربما حتى تكون نية الإتحاد الأوروبي طيبة وربما حتى تكون نية أهل تعز الذين يبحثون عن "المصالحة والسلم الاجتماعي" طيبة، ولكن هذا لم يمنع أن يكونوا كلهم الممول والخبير الكندي وأهل تعز المتناحرين، مجرد صورة "سريالية" مشخبطة ليست هي التي نريدها أن ترتبط بمخيلة الناس عن تعز.
ذكرنا لهذه الصورة، هو فقط للتدليل على فراغ القوة وعلى التوهان الذي تتميز به تعز.
٤- فراغ القوة يجذب المغامرين
فراغ القوة في تعز، يجعلها "مَضْرَبَة" وهدفا مغريا لمن معه إمكانيات وفلوس من الإمارات ويريد أن يمارس دور زعامة تحت إسم "القوة الناعمة" والاحتفالات والمساعدات والدعايات، وكل هذا وسط بؤس تعز.
وهذا يعطي صورة "ركيكة " غريبة في مخيلة الناس عن تعز، لا علاقة لها بصلابة تعز.
محاولة تمدد قوة عسكرية مجاورة في المخاء مع فائض فلوس الإمارات، هو أحد مظاهر فراغ القوة في تعز.
٤- فراغ القوة في تعز، لا يمكن أن يملؤه "لورد حرب" بمساندة الإمارات أو إيران.
أي "لورد حرب" في اليمن، يحتاج لتمويل ودعم وتسليح أجنبي.
لا مجال لأن يوجد "لورد حرب" قوي في تعز، يمكنه أن يُكَوِّشْ على كل شيئ ويمحي دور الآخرين، مثل عبدالملك الحوثي في صنعاء أو عيدروس الزبيدي في عدن.
يجب أن تتخلص تعز من هذه الحالة- حالة فراغ القوة.
هذا إذا كانت تعز- فعلا- تريد أن تقاوم
ثانيا: إنقاذ تعز
١- تعز، هي إحدى قلاع الشرعية المتينة التي تتعرض للضرب من أعدائها وأعداء اليمن وفي نفس الوقت لا أحد يغير عليها أو ينجدها أو يحاول أن ينقذها من الدولة أو من الشرعية أو من السعودية والإمارات.
٢- تعز تحتاج لصيانة وترميم.
يجب إنقاذ تعز من نفسها أولا.
يجب إنقاذ تعز من "الشرعية".
يجب إنقاذ تعز من فراغ القوة.
يجب إنقاذ تعز من رأس السلطة المحلية.
يجب إنقاذ تعز من التباس علاقتها بالقوة "الصديقة" في المخاء.
يجب تحسين صورة تعز "السريالية" المشخبطة في مخيلة الناس وإبراز صورتها الحقيقية.
رابعا: هذا هو ما تحتاجه تعز
١- راية الشرعية
الوضع الوحيد الذي يمكن أن ترتاح تعز تحت ظله، هو راية الشرعية
٢- الرئيس
الرئيس، هو الوحيد الذي يمكن أن يغير ما يشاء في تعز.
تعز، هي المكان الوحيد في كل اليمن الذي يستطيع أن يغير الرئيس بداخلها أي شيئ.
٣- المحافظ
المحافظ، هو الشخص التنفيذي الذي يحشد كل الطاقات لتحرير تعز، ويهتم بأمن الناس، ويتخلص من الفساد، ويضبط العلاقات بين الناس، ويشرف على تقديم الخدمات.
محافظ تعز المحاصرة البائسة الباسلة الصامدة المطلوب، هو شخص لا يتوقف عن العمل ولا يغادر تعز ويعرف كيف يقود الناس.
٤- الجبهات
بدون الجبهات وبدون رجال الجبهات في تعز، ستختفي قلعة عظيمة للشرعية وسيختفي كل شيئ حتى أصحاب الصورة "السريالية" المشخبطة.
٥- تحسين صورة تعز
هذا هو ما سيحسن صورة تعز:
راية الشرعية- دور الرئيس- دور المحافظ- دور الجبهات- وبعدها الأغلبية الصامتة.
٦- الأغلبية الصامتة
عموم الناس، هم الأغلبية الصامتة.
إذا تحسنت صورة تعز في مخيلة عموم الناس (تحت راية الشرعية، وبدور الرئيس ، وبدور المحافظ، وبدور رجال الجبهات)، سنتمكن بعدها من كسب عقول وقلوب الأغلبية الصامتة.
كسب عقول وقلوب الاغلبية الصامتة، يجعل الناس يقبلون بالتضحيات ويهبون للدفاع عن اليمن.
بذل الأغلبية الصامتة وتضحياتها، هو الذي يجلب الحلفاء والدعم من بقية اليمن ومن خارج اليمن ومن السعودية وحتى من داخل صعدة وصنعاء والإمارات.
حشد الأغلبية الصامتة، هو وحده الكفيل بإنقاذ تعز وإنقاذ كل اليمن.
هذا إذا كانت تعز- فعلا- تريد أن تقاوم
وإذا كنا "فعلا" نريد إنقاذ اليمن.
عبدالقادر الجنيد