تحاول قدر استطاعتها الوقوف إلى جانبهم والتخفيف من معاناتهم، وتقدّم لهم مساعدات إغاثية عينية ومادية، كما تقضي ديونهم وتعالج مرضاهم، وتوفّر لهم سبل العيش ووسائل العمل والإنتاج، وتفتح أمامهم آفاقا جديدة بتدريبهم على عدد من المهن وبتحويلهم من مربع الفراغ والاحتياج إلى العمل والإنتاج والاعتماد على الذات.
تُعدّ الناشطة ومعلمة اللغة العربية حياة واحدة من أبرز الوجوه النسوية المعروفة والفاعلة في المجال الإنساني والخيري والتنموي؛ إذ تنشط منذ اندلاع الحرب في مدينة تعز عام 2015، ولها دور ملحوظ في تقديم المساعدات الغذائية وصيانة بعض المشافي والمدارس وإعادة المتسربين والمتسربات منها، فضلاً عن مكافحة الفقر والتمكين الاقتصادي وتطوير المهارات والتدريب الحِرفي. وقد أكسبها نشاطها الإنساني خلال 11 عاماً رصيدا كبيراً من النجاح وحب الناس وثقة الداعمين وقوة الحضور والشهرة التي تجاوزت الصعيد المحلي إلى الخارجي.
تقول حياة الذبحاني لمنصة تعز تايم: "لازمني العمل الخيري منذ الصغر، وهي قيم زرعها ورسخها في نفسي وحبّبها إليّ والدي الراحل نعمان أحمد عبد الغني، كما ترعرعت معي في المجتمع والبيئة المحيطة والمدرسة بمراحلها المختلفة، ورافقتني في أيام الدراسة بالجامعة، ثم ظهرت بوادرها إبان ثورة الحادي عشر من فبراير التي اندلعت في عام 2011".
وبرز اسمها في الثمان السنوات الأخيرة من عمر الحرب التي خاضت فيها كثيرا من التجارب، وواجهت مختلف المخاطر وتخطّت الصعاب، وخرجت في أحلك الظروف، ووصلت لأبعد المناطق وأكثرها خطورة لمساعدة المحتاجين وتلمس احتياجاتهم ومواساتهم والتخفيف من معاناتهم، رغم إمطار تلك المناطق بالقذائف والرصاص ونيران القناصات.
دوافع
تزرع الفرحة في أوساط الكادحين والفقراء والعاطلين عن العمل وطلبة المدارس وخرّيجي الجامعات وذوي ضحايا الحرب بالتحرك على أكثر من صعيد، ففي حين تنفّذ عددا من الأنشطة الإنسانية والخيرية، وتقدّم المواد الغذائية والإغاثية والمال، وتعالج المرضى والجرحى، تتوجّه نحو تأهيل البنية التحتية وإقامة المشاريع التنموية والخدمية وتدريب وتأهيل المئات وتوفير مصادر دخل مستدامة لهم.
ويلازمها الشغف بالعمل الإنساني في مختلف الظروف، كما تستعذبه وتتذوّق حلاوته، وتذكر لتعز تايم: "جميل جداً أن يكون الناشط سبباً في إسعاد شخص، وما أروع ذلك الإحساس الذي يغمر الناشط، وهو يفتح نافذة أمل بالنسبة لشخص قد فقده، ويأخذ بيده للنجاح ويدفع بسفينة لتبحر وتصل إلى بر الأمان".
تبذل قصارى جهدها لسدّ الفجوة بين العمل الإغاثي والمستفيدين منه، في الوقت الذي تمدّ فيه عشرات أو مئات الأسر بمقومات العيش، وتساعدها على الإفلات مِن بؤسها وشقائها وعذاباتها اللامتناهية، خصوصاً في مدينة مكتظة بالمعوزين والمحتاجين بفعل الحرب والحصار المفروض من قبل جماعة الحوثي للعام الثامن على التوالي.
وتعيش تعز، وهي المدينة الأكبر دماراً والأكثر ضحايا والأوسع تفشياً للأمراض والأوبئة، أوضاعاً إنسانية ومعيشية واقتصادية وصحية وتعليمية مأساوية، كما تتوسع فيها دائرة الفقر والبطالة وغلاء الأسعار، وهو ما يفاقم معاناة سكانها، ويتطلب مضاعفة الجهود الإغاثية فيها.
وتذكر حياة: "نحن في مجتمع فقير جداً، ويعيش حياة بالغة السوء والتعقيد، ويعاني مِن شدة الفقر والفاقة والاحتياج وشظف العيش وشتّى صنوف المعاناة والحرمان، كما يحوي كثيرا من المحتاجين؛ لذلك كان لزاماً علينا أن نتحرّك لمساعدته وإنقاذه".
وتضيف: "وجدنا أنفسنا أمام بنية تحتية مدمّرة وخدمات غائبة وكثير من المحتاجين والمسرّحين من أعمالهم والمنقطعة رواتبهم؛ لذلك حاولت أنا وغيري من العاملين في المجال الإنساني مساعدة هؤلاء، وقطعنا شوطاً طويلاً، وحققنا نجاحاً وإنجازاً كبيراً".
يدفعها حبها لمدينة تعز وسكانها والشعور بالانتماء لهذه المدينة التي عاشت فيها وأكلت من خيراتها وشربت من مائها وترعرعت تحت سمائها، إلى رد الجميل لها بالعمل الإنساني الذي خبرته وألفته، وتعلّمت أنه ينبغي أن يظهر في الوقت المناسب ولحظة الاحتياج ذاتها.
وشكّل الوضع الإنساني والمعيشي والصحي والاقتصادي والتعليمي المتدهور في مدينة تعز التي يعاني فيها السواد الأعظم من الناس، داعي الضمير الذي دفعها نحو الخروج في مختلف الظروف وأصعبها ومدّ يد العون لهم، وذلك من دون الاكتراث للمخاطر، وعلى رأسها الموت الذي قد يحل في أية لحظة، كما تقول.
صعوبات
تعترض الناشطة حياة وغيرها كثير من الصعوبات، فالعمل الإنساني في مدينة تعز ليس بالأمر السهل، وطريقه ليست مفروشة بالورود، بل مفخخة بكثير من الأشواك والعقبات التي تحول دون تنفيذ العاملين في المجال الإغاثي لكثير من الأنشطة.
وتلفت حياة إلى أن العمل الإنساني في مدينة تعز يلاقي كثيرا من الجحود والتنكر والخذلان وحياكة المؤامرات من بعض الجهات التي تقف حاجزاً وسداً منيعاً أمام الناشط، وتمنعه من تنفيذ كثير من الأنشطة الخيرية في المدينة، ومن أجل ذلك يجب التحلي بالشجاعة وقوة الشخصية والعزيمة والإرادة، وهو ما مكّنها من التغلب على مخاوفها، وتجاوز المخاطر والصعاب والوصول للمحتاجين في خطوط النيران ومناطق التماس.
وتذكر لتعز تايم: "حقّقنا كثيرا من الإنجازات، ورسمنا الابتسامة على وجوه كثيرين، وقمنا بكثير من الأعمال التي شملت مجال التعليم والصحة والعمل الإغاثي، كما أعدنا مجموعة كبيرة من المتسربين والمتسربات من التعليم إلى المدارس، ونفّذنا مشاريع تنموية مدّت المواطنين بالأمل والحياة، ونقلت عدداً كبيراً من حالة الاحتياج إلى الإنتاج، وجعلت الفرد يكتفي بذاته".
وقادت في وقت سابق، بدعم الشيخ حمود المخلافي والناشطة توكل كرمان، مساعي لترميم مدرسة ثانوية تعز الكبرى وتزويدها بكثير من الاحتياجات والأثاث، وهو ما أعاد الحياة لأقدم وأعرق المدارس التي تخرج منها كثير من الساسة والقادة والنخب المثقفة.
وتركت بصمات واضحة في مجال التمكين الاقتصادي؛ إذ شرعت في تدريب وتأهيل زوجات الشهداء والجرحى والمعاقين وأمهات اليتامى والأسر الفقيرة والمعدمة، وأكسبت عشرات النساء والفتيات حرفة الخياطة، وزودتهن بأدوات ومستلزمات العمل، وحولتهن إلى منتجات وفاعلات في المجتمع.
محطات
انتقلت فيما بعد إلى العمل المنظم، وأسهمت في إنشاء مؤسسات ومراكز تنموية لتطوير مهارات النساء في مجالات الكمبيوتر وعلوم الحاسوب واللغة الإنجليزية والكوافير وصناعة البخور وغيرها من الحرف اليدوية، وتكثّف من أنشطتها الخدمية، التي من بينها ترميم بعض مشافي المدينة وتزويدها بالأجهزة الطبية، كما قامت بتأهيل خريجي الجامعات والاهتمام بجرحى الحرب عبر عدد من الأنشطة، بما فيها نقلهم للعلاج في المركز العربي للأطراف الصناعية بمدينة صلالة العمانية، ويأتي ذلك في الوقت الذي تخلّت عنهم الحكومة الشرعية والسلطات المحلية في المحافظة.
الناشطة الذبحاني طالبة ماجستير إدارة أعمال، وتنحدر من ريف ذُبحان في مديرية الحجرية، خاضت منذ عام 2011 غمار العمل الإنساني، ثم التمكين الاقتصادي، وحقّقت نجاحات ترى فيها اليوم امتدادا لتجربة متراكمة جاءت من إدراكها العميق للأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتردية التي يعيشها سكان مدينة تعز.
تولي اليوم ذلك العمل اهتماما ملحوظاً، وتفضّله على النشاط الإغاثي وتوزيع المساعدات الغذائية، وهي ترى أن المجتمع بحاجة إليها، ولكن ليس بمقدار حاجته لمشاريع التمكين الاقتصادي التي تؤهل الفرد وتكسبه مهنة وتوفر له مصدر رزق مستدام، وتجعله قادرا على إعالة أسرته وتوفير مستلزماتها، كما تدعمه نفسياً وتقوّيه ذاتياً، وتخفّف من نسبة الفقر والبطالة في المدينة.
وأثمرت تلك المشاريع نماذج رائعة، وحقّقت فوائد ملموسة بالنسبة للفرد والمجتمع، وهو ما جعلها تواصل مسيرتها وتوسّع من أنشطتها في مجال توفير سبل العيش، وذلك على مستوى الريف والمدينة وبعض المحافظات الأخرى التي أنشأت فيها، بدعم الشيخ حمود سعيد المخلافي والناشطة توكل كرمان وغيرهما من فاعلي الخير، مشاريع تنموية نوعية، بحسب حياة، وهي تلفت إلى أن مشاريع التمكين الاقتصادي هي الحل، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السكان.
شوط كبير
تقول حياة: "قطعنا شوطا كبيرا في مجال التمكين الاقتصادي؛ إذ أنشأنا عددا من المراكز والمؤسسات التي تستقبل الرجال والنساء من مختلف الأعمار والشرائح، وتدرّس كثيرا من الحرف اليدوية والفنية والتقنية، بما فيها الخياطة والكوافير والنقش والتطريز وصناعة العطور والبخور والحلويات والحاسوب والتصوير والجرافيكس".
قادت حياة مساعي متواصلة لتطوير تلك المرافق، وأسّست مؤخراً معهد "احتراف" للتدريب والتأهيل وغيره من المؤسسات في مسعى لتمكين الشباب والشابات العاطلين عن العمل من مختلف فئات وشرائح المجتمع، بحسب حياة. وقد أكّدت أن المركز لم يقتصر على فئة أسر ضحايا الحرب من شهداء وجرحى ومعاقين وأسرى، بل شمل خريجي الجامعات والطلاب والطالبات والأسر المعدمة والنازحين.
إلى ذلك تقوم بتنفيذ كثير من المشاريع الخيرية والإنسانية التي تعتمد بدرجة أساسية على دعم فاعلي الخير، وتختلف باختلاف طلباتهم، كما تعمل على مساعدة النازحين في المخيمات والمهجّرين من المحافظات الأخرى، وتحاول قدر الإمكان أن تطبّب الجراح وتخفف الآلام، خصوصاً في تعز التي يعيش سكّانها وضعاً اقتصاديا وإنسانيا مأساويا.
وتقول حياة: "قطعنا شوطا كبيرا في العمل الإنساني والخيري، وانخرطنا في أنشطة أخرى، وأعدنا كثيرا من الشباب والشابات إلى الجامعات والمدارس، وهي أنشطة لا أنسبها لشخصي، ولكنني أهديها لفاعلي الخير الذين شكّلوا السند والعون لي، وساعدوني في ذلك، ومنحوني ثقتهم
وتكبر إنجازات حياة في نظر الآخر
الشاب عادل الجرادي يرى أن حياة الذبحاني تشكّل الركيزة الأساسية للعمل الإنساني والتنموي في تعز، وتُعدّ حلقة وصل بين المستفيدين والداعمين، وصاحبة حضور كبير، ويُرجع ذلك إلى قربها من جميع المحتاجين وكسبها لثقة الداعمين.
إلى ذلك تدير حياة مركز "احتراف" للتدريب والتأهيل الذي افتُتح مطلع يناير الماضي، ويحوي 16 قسماً، يعمل فيها مدربون مؤهلون على إكساب المئات من الفقراء وضحايا الحرب وعائلاتهم مهناً وحرفاً متنوعة، ويجعلهم قادرين على العمل والإنتاج، ويمكّنهم من الإفلات من قبضة الفقر والبطالة.
ويعده الجرادي من أبرز مشاريع التمكين الاقتصادي وتوفير سبل العيش في مدينة تعز؛ لأنه سيسهم في بناء قدرات المئات، وسيخلق مصادر دخل مستدامة بالنسبة لهم، وسيمكنهم من امتلاك المهارات اللازمة للعمل وكسب المال وتحسين أوضاع أسرهم ومساعدتها على التماسك والصمود في وجه التداعيات الكارثية للأوضاع الراهنة التي تمر بها تعز.
مركز احتراف
جاءت فكرة إنشاء مركز "احتراف" بإدراك مؤسسيه لواقع التعليم الفني والمهني ودمار مرافقه، فضلاً عن الإهمال الرسمي لمختلف شرائح المجتمع وما رافقه من ارتفاع كبير لمعدلات الفقر والبطالة التي بلغت نسبة 70%، كما تقول روايات رسمية.
ويهدف مركز "احتراف" إلى تخريج كوادر مؤهلة مهنياً ووظيفياً ومتسلحة بمهارات وقدرات عالية تلبّي احتياجات سوق العمل وتمكّنها من كسب الرزق وإلى إنشاء مشاريع وامتلاك مصدر دخل مناسب ومستدام، وهو ما يسهم في التخفيف من معاناة المتدربين، وينتشلهم من العوز والفراغ، ويحسن أوضاعهم الاقتصادية مع أسرهم، كما يقول القائمون على المركز.
وكان المركز قد خضع قُبيل افتتاحه على مدى أشهر لتجهيزات عالية المستوى، كما زُوِّد بأجهزة ومعدات حديثة ومتطورة وغيره من الوسائل التعليمية وأدوات التطبيق العملي التي يتدرب عليها الملتحقون بالمعهد.
ويحظى بإقبال العشرات من الفقراء وجرحى ومعاقي الحرب وذويهم، إلى جانب زوجات وأبناء وبنات المعتقلين عند جماعة أنصار الله الحوثيين، فضلاً عن القتلى الذين سقطوا بنيران أسلحتها المختلفة.
ويُدرب الملتحقون في 16 مجالاً، أبرزها التمريض والإسعافات الأولية وعلوم الحاسوب والرخصة الدولية لقيادته والجرافيكس والتصوير وصيانة وبرمجة الجوالات والتمديدات الكهربائية، وغيرها من الحرف والأشغال اليدوية والتقليدية كالخياطة الرجالية والنسائية، وتركيب العطور وصناعة البخور والحلويات والمعجنات والطبخ والكوافير والنقش والتجميل، كما يحوي قطاعات أخرى أهمها الحدادة والألمنيوم والنجارة والسباكة والبناء والديكور بأنواعه.
تقول مدير المركز حياة الذبحاني لتعز تايم: "يحاول المعهد بكادره الإداري والتدريبي أن ينقل الفرد من الاحتياج إلى الإنتاج، ومن الأخذ إلى العطاء، ويمكّنه من أن يصبح عضوا فاعلا في المجتمع، كما يعمل تحت شعار: لا تعطِني سمكة، ولكن علّمني كيف أصطاد".
حضور
فيما تتجاوز طاقة المركز الاستيعابية 600 مقعد، يسخّر إمكانياته المتفوقة من أجل إنجاح أنشطته، إذ يتدرب الطلبة الدارسون في مختلف التخصصات والأقسام التقنية والحرفية على أجهزة حديثة ومتطورة، بحسب إدارة المركز.
ويذكر أسامة الشرعبي، وهو أحد العاملين في المركز، لتعز تايم: "ندرّس حالياً الدفعة الأولى التي يصل قوامها إلى 600 طالب وطالبة، سيحصل كل واحد منهم على شهادة دبلوم في التخصص والمجال الذي يدرس فيه، وهي شهادة معتمدة من وزارة التعليم الفني والتدريب المهني".
في المقابل يشيد الدارسون بجهود المركز والإمكانيات الكبيرة المتاحة، فضلاً عن الخدمات المجانية التي يقدّمها لهم، بما فيها سكن بخدمات متكاملة حسب الطالب في قسم صيانة وبرمجة الجوالات أحمد العبسي الذي يذكر لتعز تايم: "جهود المركز جبّارة، وسنتخرج منه ولدينا شهادات تخرج في الصيانة والإسعافات الأولية وغيرها".
ويفرد المركز مساحة للتطبيق العملي، وينفّذ عددا من الأنشطة والبرامج التطبيقية التي تعكس مدى استيعاب المتدرّبين فيه، ويفتح أمامهم نوافذ الأمل، ويُطلعهم على أبرز المشاريع المستقبلية التي تتناسب مع تخصصاتهم، كما يُقيم بين الحين والآخر معارض يستعرض فيها أبرز منتجات المتدربين، كما يقول عاملون ودارسون.
أضاف ذلك كثيرا إلى مسيرة مديرة المركز، وزاد من مستوى حضورها محلياً وعربياً؛ إذ حصدت في ديسمبر من عام 2021 المركز الأول على مستوى الوطن العربي، وذلك بفوزها في برنامج قصص ملهمة الذي نظمه مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان. واختيرت حينها قصتها التي حملت عنوان "صنعتي في يدي" من بين أكثر القصص العربية إلهاماً، لتكون بذلك أول امرأة يمنية تحقّق هذا النجاح، وذلك على خلفية نشاطها التطوعي والإنساني في مدينة تعز المحاصرة.
● تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع غرفة أخبار الجندر اليمنية والذي تنفذه مؤسسة ميديا ساك للإعلام والتنمية.