وقال رئيس المركز الدكتور عبدالحميد عامر في مستهل الندوة إن اليمن يمر بمرحلة خطرة، واختبار صعب يتطلب من اليمنيين بمختلف مشاربهم أن يثبتوا قدرتهم على الصمود والتحدي في مواجهة السلالة العنصرية التي تعمل على إعادة اليمن إلى العهود الظلامية ورغبة القوى العالمية بتمكينها.
وأشار إلى أن الحديث عن السلام يثير تساؤل أين موقع اليمن من أي مصالحة والمصير الغامض الذي ينتظر مستقبل البلد والإقليم في ظل التهديد الذي يمثله الحوثي للملاحة الدولية واستمراره في التحشيد العسكري واستقدام الخبراء والسلاح من إيران .
وأوضح، بأن الندوة جاءت لتسلط الضوء على ثلاث نقاط هامة هي دور الفعل المقاوم في هزيمة الحوثيين والربح والخسارة لأطراف الحرب في اليمن وسلامة الممرات المائية الدولية في ظل سلام هش.
وقدم د. عمر ردمان الأكاديمي و الباحث في الشؤون السياسية المحور الأول عن دور الفعل المقاوم أشار فيها إلى أن المصالحة الاقليمية لاتزال هشة فيما يتعلق بانعكاساتها على اليمن، وأن الفعل المقاوم منظومة شاملة من المسارات العسكرية والسياسية والشعبية والإعلامية والحقوقية.
مبينا ما مثلته مطارح نخلا من باكورة الفعل المقاوم المسلح وتواصل ليأتي الدور السياسي المقاوم في الدفع بالقضية الوطنية وإسنادها وإيصالها إلى طاولة مجلس الأمن واستخراج عدد من القرارات الدولية.
واختتم ورقته بالتأكيد على أن أشكال الفعل المقاوم تتصاعد يوماً بعد آخر وتظهر بأشكال مختلفة وأصبحت تواجه الحوثي في مناطق سيطرته.
واستعرض د. عبدالقادر الربادي الأكاديمي والباحث السياسي في ورقته التي تناولت أرباح وخسائر أطراف الحرب في اليمن تطرق من خلالها إلى ما فقدته البلاد طوال سنوات الحرب باعتبارها الخاسر الأكبر طوال 8 سنوات من الحرب، سواء من مصادرة للسيادة وإعادة الثوابت الوطنية لتُطرح للنقاش بعد أن كانت مسلمات كذلك تدمير السلم الاجتماعي على الأمد البعيد والقريب وما خلفته آلة الحرب من ضحايا مدنيين وهجرة رأس المال الوطني.
وقدم الربادي صورة عامة لأرباح وخسائر كل طرف مشارك في الحرب على المستوى الداخلي والاقليمي.
وفي المحور الثالث قدم المهندس أنور الحميري وكيل الهيئة العامة لحماية البيئة ورقته "سلامة الممرات المائية الدولية في ظل سلام هش" تحدث عن أهمية الموقع الجغرافي لليمن والمتاخم لأهم الممرات المائية الدولية وطول الشريط الساحلي اليمني وإطلال اليمن على باب المندب أحد أهم الممرات المائية الدولية.
وقدم سرد تاريخي لأطماع إيران في مياه البحر الأحمر وخليج عدن ومحاولات الحضور في هذه الجغرافية الهامة التي تمكنها من التحكم في أحد أهم الممرات المائية بالعالم وما شكل استخدام الحوثي كذراع إيرانية لتهديد الملاحة الدولية.
وذكر أن الحرس الثوري وفر أسلحة نوعية للحوثيين مكنتهم من استهداف الملاحة الدولية عدة مرات وحققوا الهدف الاستراتيجي الإيراني في الحضور والسيطرة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن.
وقدم عدداً من الحاضرين مداخلات أكدت على أهمية أوراق العمل المقدمة في الندوة وتسليط الضوء على الفعل المقاوم الذي مثل حائط الصد المنيع حال دون سقوط البلاد في براثن الحوثية الإيرانية واستمرار الفعل المقاوم هو الأمل في استعادة الوطن والحفاظ على ثورته وجمهوريته ودولته .واثرت المداخلات محاور الندوة بعدد من الملاحظات والإضافات النوعية.