وزير يمني يكشف عن صفقة سعودية جديدة للغدر بالدولة اليمنية لصالح الحوثيين

نيسان/أبريل 25, 2024


تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.


الخارطة الأممية، التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، بما حظيت من تأييد يمني وإقليمي ودولي، تعود إلى الواجهة بعد وقت مستقطع قصير، بسبب أحداث غزة وتصاعد التوترات في البحر الأحمر.

تفيد الأنباء الواردة بوجود تحرك واسع لإعادة دفع العملية السياسية مجددا، بعد تقديم الحوافز لمليشيا الحوثي من قِبل الأمريكان، مقابل تعهدها بوقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر.

وزير الثقافة السابق، مروان دماج، حذّر مؤخرا من صفقة كبيرة بين السعودية ومليشيا الحوثي لا يُعرف حجمها، وقد تكون حد وصفه "صفقة العمر" بالنسبة للمليشيا، مشيرا إلى أن الموقف الأمريكي يبدو مجاريا للرغبة السعودية، رغم أن السياسة الأمريكية قد تقتضي إضعاف المليشيا الإيرانية قبل أي تفاوض وصفقة مع طهران.

قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحديدة، د. فيصل الحذيفي: "إن ما أثاره وزير الثقافة السابق، مروان دماج، هو ما أثاره أيضا غيره من الوزراء السابقين، الذين شعروا بالورطة اليمنية، مثل عبدالعزيز جباري، والميسري، والجبواني، والصايدي".

وأضاف: "هناك شخصيات رسمية كبيرة أعطت رسائل مشفرة وبعضها واضحة، أن هناك غدرا بالدولة اليمنية وبالشعب اليمني، وبالسلطة الشرعية، نحو مصالح تخدم الإقليم، ولا تخدم الشعب اليمني".

وتابع: "المفاوضات، اليوم، تأخذ مسارين، مسار يخص السعودية ومليشيا الحوثي، وتحرص السعودية كل الحرص على أن تخرج من هذه الحرب، ولا يهمها الدولة اليمنية، والطرف الذي وضع موضع الشرعية، وإنما يهمها الأطراف، التي تهدد مصالحها، ومليشيا الحوثي هي الطرف الأكثر قدرة على إيذاء السعودية، وأي دولة خليجية".

وأردف: "السعودية والإمارات رمت بالشرعية خلفها ومضت في اتفاقية إقليمية، لتسوية الوضع مع مليشيا الحوثي، وهذا هو الخطير، حيث إن الحرب توقفت بين السعودية ومليشيا الحوثي، والتهديدات بين المليشيا والإمارات، لكنها في الداخل اليمني لم تتوقف، فالحرب لا زالت مستمرة، ومليشيا الحوثي تهدد أي جبهة تريد، وأي مدينة تريد".

وزاد: "الحكومة اليمنية، منذ فترة كبيرة، أو قفت تصدير النفط والغاز، وهو المورد الذي كان يمد الموازنة العامة للدولة، بأموال قادرة على تشغيل الإدارة؛ بسبب تهديدات المليشيا، بينما السعودية لم تمنح الحكومة اليمنية حق اتخاذ القرار، ولم تمنح الجيش اليمني السيادة في اتخاذ القرار، ولم تمنح الطرف اليمني الشرعي حق استيراد السلاح للدفاع عن نفسه، وعن منشآته".

وقال: "العمانيون كانوا هم الطرف الوسيط، بين السعودية ومليشيا الحوثي من جهة، وبين السعودية وإيران، لذا هم ليسوا بعيدين عن إدارة المشهد والتسوية الحالية والمستقبلية".

وأضاف: "كنا نتحدث أن الملف اليمني بيد الرباعية، واليوم نحن نؤكد أن الملف اليمني، أصبح بيد الخماسية، بحيث إن عُمان أصبحت طرفا بضوء أخضر بريطاني - أمريكي،  وبرضا سعودي - إماراتي، وأيضا برضا إيراني لتذليل التقارب بين السعودية وإيران، والخسران الوحيد من هذه العملية كلها والتسوية، هم الشعب اليمني والدولة اليمنية".

وتابع: "تصريح المبعوث الأمريكي أن السلام في اليمن لن يكون ممكنا دون مشاركة دول الخليج، هو تصريح يفهم منه بوضوح أن القلق الإقليمي هو المواجهات الحاصلة عسكريا ما بين السعودية ومليشيا الحوثي، الأمر الذي سيشكل خطرا على الدول النفطية التي تزوّد الآلة الغربية والمصانع الغربية والاحتياج الغربي، وسيهدد الممرات التجارية المائية، التي تمر عبر باب المندب".

وأردف: "أمن السعودية هو أمن بريطاني - أمريكي من الدرجة الأولى، فهي المسؤولة عن حماية هذه المنطقة، باعتبارها هي الوصية دوليا عليها، وتركوا وصاية السعودية على اليمن، كنوع من التقاسم".

Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro