وبحسب الصحيفة، فإن هذا التطور يمثل تحولًا خطيرًا في قدرات الحوثيين، ويعكس أبعادًا استراتيجية تتجاوز التكتيك الميداني، إذ يهدد معادلات الردع الإقليمي، ويكشف ثغرات في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات.
وأوضحت الصحيفة أن الذخائر العنقودية، بخلاف الرؤوس التقليدية أو المسيّرات التي اعتاد الحوثيون استخدامها، تتشظى في الجو لتطلق عشرات القنابل الصغيرة، ما يزيد دائرة الخطر ويجعل اعتراضها أكثر تعقيدًا، إذ إن الأنظمة مثل "آرو" و"مقلاع داود" مصممة لاعتراض الأجسام intact قبل التشظي، لا القنابل الفرعية المتناثرة.
وتابعت أن إحدى القنابل الناتجة عن الهجوم سقطت في موشاف "جيناتون" وسط إسرائيل، مسببة أضرارًا طفيفة، لكنها أبرزت صعوبة تحقيق اعتراض كامل، وخطورة احتمال وقوع خسائر بشرية كبيرة في بيئة حضرية مكتظة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران، التي سبق أن استخدمت صواريخ باليستية برؤوس عنقودية ضد إسرائيل مثل "قدر" و"خرمشهر"، تعمل على نقل هذه الخبرات إلى الحوثيين ضمن استراتيجيتها الرامية لاختراق الدفاعات الإسرائيلية عبر جبهات متعددة: غزة، لبنان، سوريا، العراق، واليمن.
وأضافت أن إعلان الحوثيين أن الصاروخ استهدف مطار بن غوريون، يندرج ضمن حرب نفسية تهدف إلى إظهار قدرتهم على تعطيل المجال الجوي الإسرائيلي، في وقت تواصل فيه شركات طيران دولية تعليق رحلاتها إلى تل أبيب.
وختمت الصحيفة بالقول إن هذا التطور يستدعي من إسرائيل مراجعة عقيدتها الدفاعية، ليس فقط لاعتراض الصواريخ القادمة، بل للتنبؤ بتطور قدرات الخصوم، وتحصين جبهتها الداخلية أمام تهديدات آخذة في التصعيد.