إلى ذلك، صعّدت المليشيا من تهديداتها بدءاً باجتياح المحافظات والسطو على الثروات، وصولاً إلى التلويح بمهاجمة السعودية، واختطاف موظفي الأمم المتحدة وتوجيه تُهم جاهزة بالتجسس، والكشف عن نيّتها محاكمة 43 من الموظفين المختطفين.
هذه المُمارسات تثير تساؤلات كثيرة حول نوايا المليشيا ومخاوفها من أي تحولات في مسار الأزمة اليمنية، خاصة بعد تضييق الخناق عليها بالعقوبات وتراجع مصادر تمويلها.
-استغلال
يقول الكاتب والباحث في مركز واشنطن للدراسات اليمنية، سيف المثنى: "جماعة الحوثي عادة ما تستغل كل الظروف المواتية، سواء كانت هناك هدنة أو حتى بعد انتهاء الحرب، أو وقف إطلاق النار في غزة".
وأضاف: "بعد وقف إطلاق النار في غزة، ذهبت جماعة الحوثي إلى كيل التُّهم للمملكة العربية السعودية بما يخص المُماطلة بخارطة الطريق، وهي تكتيكات وخطوات لدى الجماعة دائماً ما تنتهجها".
وتابع: "جماعة الحوثي تريد أن تحوّل كثيراً من الأنظار عن الصراعات الداخلية أو حالة الغليان الشعبي بما يخص الملف الاقتصادي، لذا ذهبت إلى المملكة العربية السعودية لتوجيه هذه التُّهم التي تحدّث عنها محمد عبد السلام، أو حتى من خلال الخطاب الإعلامي الذي بدأ يتشكّل بعد الانتهاء من حرب غزة، وتوقف الجماعة عن استهداف السفن أو قصف الكيان الإسرائيلي".
وأردف: "هذا التكتيك وهذا النهج الإعلامي الذي دائماً ما يمارسه الحوثي، يُراد من ورائه كسب كثير من الملفات، سواء كان الملف الإنساني أو الملف الاقتصادي".
وزاد: "هذه أيضاً خطوات عادة ما انتهجتها السياسة التاريخية لجماعة الحوثي والخطابات التي تقوم بها لهدف التصعيد، وأيضاً لجعل السعودية تذهب إلى كثير من المفاوضات، كما رأينا في كثير من الخطابات، خاصة ما كان يقوم به عبد الملك الحوثي من تلويح بالهجوم أو حتى بفتح جبهات أو باستهداف المنشآت الحيوية النفطية للمملكة العربية السعودية".
وقال: "هذا التوجّه دائماً ما تقوم به جماعة الحوثي، ولا أرى فيه تصعيدا والذهاب إلى الحرب، ولكنه تلويح بملفات أخرى تملكها الجماعة فيما يخص المملكة العربية السعودية".
-ممارسة ضغط
تقول رئيسة رابطة أمهات المختطفين، أمة السلام الحاج: "الأوضاع صعبة بالنسبة للمختطفين وذويهم، وهذه ليست المرّة الأولى التي تُعلن فيها جماعة الحوثي عن محاكمة المختطفين، وأعتقد أن هناك شيئا جعلها تقول إنها ستُحاكم 43 موظفاً أممياً مختطفاً لديها".
وأضافت: "جماعة الحوثي قد حاكمت مجموعة من الموظفين الأمميين الذين اختطفتهم قبل سنتين، وحكمت عليهم بالتجسس وأنهم عملاء، وهذه التُّهم ليست جديدة على الجماعة".
وتابعت: "إذا كانت الجماعة ستُحاكم هؤلاء الموظفين الأمميين، ما الداعي للإعلان بأنها ستُحاكمهم غير أنها تُمارس الضغط على هذه الجهة؟".
وأردفت: "منذ أن اختطفت جماعة الحوثي الموظفين الأمميين، وأبناؤهم وإخوانهم وزوجاتهم جميعهم متخوفون أن يتكلموا أو حتى أن يذكروا شيئاً، ونحن عندما ندخل لهذه الأسر نأخذ استطلاعات بطريقة صعبة جداً؛ لأننا محاصرون داخل صنعاء، والشيء الثاني أنهم يهددونهم بأن أبناءكم جواسيس".
وزادت: "حتى طريقة الاعتقال من البيوت وطريقة تفتيش البيوت والتليفونات حق المختطفين وأسرهم، وحتى الآيبادات حق الأطفال، أو أن يقتادوا امرأة بعد ولادتها ويأتوا لها للبيت، ويهددوا أسرتها، وتخرج من البيت وهي مريضة، كل هذه الأمور ليست أخلاقية، ولا من أخلاق الناس، ولا من الشرف أن يقوموا بها، ثم بعد ذلك يتكلمون أنهم سيُحاكمونهم".
وقالت: "نحن نعرف، والجميع يعرف أنه قبل فترة، عندما حكموا على أبناء الحديدة وتم إعدامهم، فالناس كلهم متخوفون على أبنائهم، وكلنا يدنا على قلوبنا من ذلك".
(تلفزيون بلقيس)










