وخلافا للمكانة التي كانت تحتلها قبل الحرب، كمدينة صناعية وثقافية، سعت المليشيات الحوثية بكل السُّبل إلى "ترييف" تعز، وذلك بعد تدمير وتعطيل أبرز المنشآت والمؤسسات الاقتصادية، فيما جعلت ما تبقّى منها رهينة للابتزاز وموردا ماليا رئيسيا.
وقال مصدر في وزارة التخطيط اليمنية لـ"تعز تايم": "إن التقديرات الأولية للأضرار التي طالت تعز، جراء الانقلاب الحوثي، تبلغ أكثر من 7 مليارات دولار".
وعلى مدار السنوات السبع الفائتة، دفعت تعز ثمنا باهظا على كافة المستويات، حيث تعرّضت أكثر من 750 منشآة - بنية تحتية من جسور وطرقات ومطار - لأضرار كلية وجزئية، وهو ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المدينة المحاصرة.
اقرأ أيضاً: مجموعة هائل سعيد بتعز رهينة للابتزاز الحوثي.. 12 مليار ريال سنويا مقابل الحماية
وكشفت تقارير أولية أن المنشآت الاقتصادية والحيوية، التي تعرّضت للتدمير في تعز خلال سنوات الحرب، تبلغ أكثر من 4 آلاف و800 منشأة، منها 58 مصنعا.
ويأتي قطاع الطاقة على رأس البنى التحتية التي تعرّضت لتدمير ممنهج من قِبل المليشيات الحوثية، ابتداءً من الاستهداف المتكرر لمحطة كهرباء عصيفرة ومحطة كهرباء المخا، الأمر الذي حرم سكان المدينة من خدمة الكهرباء منذ بدء الحرب.
اقرأ أيضا: الحصار الحوثي على تعز.. "تعز تايم" يكشف تكاليف التنقلات
ووفقا لتقديرات أطلقها البنك الدولي، واطلع عليها "تعز تايم"، تحتاج مدينة تعز للتعافي وإعادة إعمار قطاع الطاقة إلى 122 مليون دولار أمريكي على مدى خمس سنوات، أو 24 مليون دولار لسنة واحدة فقط.
ومنذ البدايات الأولى للانقلاب وحصار تعز، قامت المليشيات الحوثية بتحويل أبرز المنشآت السياحية والحيوية إلى ثكنات عسكرية، تستخدمها لقصف المدينة، وعلى رأس ذلك فندق السعيد (سوفتيل سابقا)، وفندق جبل صبر، وهو ما جعلهما عرضة لضربات جوية من التحالف الذي تقوده السعودية.
كما قامت المليشيات الحوثية بتدمير ونهب مقر البنك المركزي اليمني المحاذي لمبنى التشريفات في حي الكمب، وكذلك تدمير ونهب مقر البنك في حي العُرضي، شرقي المدينة.
المؤسسة الاقتصادية اليمنية، التي كانت تقدّم خدماتها لملايين السكان وتمنح موظفي الدولة ميزة القروض الميّسرة، تعرّضت هي الأخرى للدمار والنهب من قِبل المليشيات الحوثية، وذلك لمقرها الرئيسي في جولة القصر الجمهوري.
اقرأ أيضاً: عملتان نقديتان في تعز.. عقاب حوثي يفوق وطأة الحصار
وخلافا للمنشآت الحيوية والاقتصادية داخل المدينة، يبرز مصنع البرح للإسمنت كشاهد عيان على الخراب الذي جلبته المليشيات الحوثية إلى تعز منذ مارس 2015، جيث سارع الانقلابيون إلى نهب مكوّنات الديناميت الخاص بتفجير جبال المعادن والإسمنت من أجل استخدامها لتصنيع الألغام الأرضية والمتفجّرات.
وخلافا للنهب، قامت المليشيات الانقلابية بعسكرة المصنع الاستراتيجي، الذي كان يضم أكثر من 1300 موظف، وهو ما جعله عُرضة لضربات جوية من طيران التحالف.
الأمر ذاته، تكرر مع مطار تعز الدولي شرقي المدينة، الذي اتخذته المليشيات منصة عسكرية لاستهداف سكان المدينة بصواريخ الكاتيوشا، أو استهداف مدن الجنوب بالصواريخ الباليستية.