مدير مشروع مسام السعودي يكشف ل"تعز تايم" انتزاع 90 ألف لغم في تعز

حزيران/يونيو 24, 2022

تعز تايم - خاص

تتحدّى فِرق مشروع مسام، المكوّنة من كوادر سعودية وأخرى عالمية، المخاطر، وتتواجد في أكثر المناطق خطورة وأصعبها تضاريساً، لانتزاع الألغام والعبوات الناسفة والذخائر المتفجّرة في محافظة تعز، التي تعد الأكثر كثافة سكانية وتلوثاً بالألغام والضحايا، وذلك مقارنة ببقية مدن البلاد.

في يونيو من العام 2018، أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن، ومن يومها بدأ هذا المشروع بالتفتيش في الطرقات والمنازل والمزارع والمراعي والتلال والسهول والوديان والقرى والأحياء السكنية وغيرها من المساحات عن الألغام، التي زرعتها جماعة الحوثي في تعز وغيرها من مدن البلاد.

 وزرعت جماعة الحوثي الآلاف من  الألغام، التي جلبتها من مخازن المعسكرات، وكذلك المصنّعة والمطوّرة محلياً والمهربة من إيران في مختلف الأماكن، وذلك بطريقة عشوائية، ودون خرائط، ما زاد من صعوبة نزعها وفاقم عدد ضحاياها وأضرارها على الممتلكات والمنازل والمنشآت التجارية ووسائل النقل، وتصدرت تعز قائمة المدن اليمنية المتأثرة بالألغام.

واتخذت من هذا السلاح المحرّم دولياً وسيلة لمعاقبة سكان تعز، جراء موقفهم الداعم للسلطة الشرعية ودول التحالف، والرافض أيضاً لتواجد جماعة الحوثي، وانقلابها على الدولة، ونهب معسكراتها ومقدراتها.

تحدث تعز تايم مع مدير مشروع مسام أسامة القطيبي لتسليط الضوء عن دور المشروع  في المدينة والذي كان  سباقاً  لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام وإزالة شبكاتها الكثيفة والعبوات الناسفة، ومخلفات الحرب في محافظة تعز، وتمكن من التخفيف من تداعياتها ومخاطرها الكبيرة على الإنسان والحيوانات والممتلكات.

- دور محوري

يقول القصيبي "شهدت المناطق، التي تم استهدافها من قِبل مشروع مسام في محافظة تعز تراجعا كبيرا في مستوى تهديد الألغام والعبوات الناسفة ومخلفات الحرب".

وكانت نتيجة المساعي الإنسانية لمسام واضحة، حيث تجسّدت  في تقليل عدد ضحايا الألغام والعبوات الناسفة من مصابين وقتلى، وذلك في مديريات: الوازعية،، موزع، المخا، وذوباب والمعافر،حسب القصيبي.

وتمكن مسام، خلال الأعوام الماضية، من فتح الكثير من الطرقات الرئيسية والإسترايجية الملوثة بالألغام والعبوات الناسفة، وأهمها: طريق المخا - عدن،  والطريق الرابط بين مفرق المخا ومفرق البرح، وكذلك طريق الوازعية - الشط - الخور،  المؤدي إلى عدن، فضلاً عن طريق تعز - البيرين - الوازعية - المخا.

اقرأ أيضا: هذا ما يفعله الحوثيون في تعز لفرز المجتمع على أسس ومعتقدات طائفية

وطهّر مسام الكثير من الطرقات الفرعية، التي أصبحت آمنة وصالحة للسير والحياة والتنقل، الأمر الذي أعاد الحياة إليها، وأزال عنها المخاوف والقلق الذي كان مخيماً على المدنيين.

ويتأهب مشروع مسام للعب دور أوسع من ذي قبل، إذ أكد القصيبي لموقع "تعز تايم" أن مسام سيكون له دور حيوي ومحوري في فتح المعابر والطرقات المغلقة في محافظة تعز.

وأوضح القصيبي أنه "في أي لحظه يتم فيها الاتفاق على فتح معابر وطرقات تعز سيتم تحويل فِرق مسام، التي تعمل في أنحاء تعز الأخرى، إلى مناطق المعابر والطرقات في تعز".

- تعاون

ويتعاون مشروع مسام مع الفِرق الهندسية التابعة لمحور تعز والقوات المشتركة، حسب تصريحات مصادر عسكرية متطابقة لموقع "تعز تايم".
 
ويستطرد القصيبي "بفضل التسهيلات والدعم المباشر من قِبل مشروع مسام للفرق الهندسية، تمكنت فِرق نزع الألغام من  الوصول إلى المناطق الهامة، كما ساهمت المعدات والأجهزة  المتطورة الخاصة بنزع الألغام والتدريب والتأهيل المستمر من قِبل خبراء مسام في رفع مستوى قدرات و مهارات العاملين المحليين في نزع الألغام".

اقرأ أيضا: عناء إضافي.. الحصار الحوثي يُخرج طرقات تعز عن الخدمة

وبالرغم من تلوث 18 مديرية في تعز بالألغام والعبوات الناسفة وذخائر الحرب غير المنفجرة، تمكنت فِرق مسام الهندسية، منذ بدء عمل المشروع منتصف العام 2018 وحتى الآن، من إزالة أكثر من 90 ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة، حسب القصيبي، الذي أشار إلى أنه ما يزال هناك الكثير من الألغام  في مناطق ومديريات تعز، نظراً لاستمرار زراعتها من قِبل الحوثيين، ما أسفر عن تلوث كبير للجغرافيا في تعز، التي تتميّز بكثافة سكانية كبيرة.

ولفت القصيبي إلى أنه "عندما ينفجر أي لغم في تعز يكون أثره الكارثي كبيرا، نظرا للكثافة السكانية الكبيرة، وبالمقابل عندما يتم نزع لغم واحد من تعز ينجو معه الكثير للسبب ذاته".

وتصدرت تعز قائمة مدن البلاد من حيث عدد ضحايا الألغام، والأضرار التي لحقت بالمنشآت والممتلكات المدنية، حيث ذكر تقرير صادر عن منظمة سام أن عدد ضحايا الألغام في هذه المدينة وصل، ما بين أبريل 2014 وأبريل 2022، إلى 814 جريحاً و541 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال، كما بلغت المنشآت السكنية المتضررة 258 منشأة والمنشآت التجارية 40 منشأة، ووسائل النقل 107 وسائل.

-خارطة العمل

واستهدف مشروع مسام عدة مديريات في تعز، التي تعتبر الأكثر تلوثاً بالألغام والأكثر أهمية، ومن بين تلك المديريات مديرية المخا، وهي الميناء الحيوي والاقتصادي، وباب المندب الذي يشرف على الممرات البحرية العالمية، ومديرتا موزع والوازعية، وهما السلة الغذائية لعدد من المحافظات المجاورة لتعز، كما استهدف مسام مديرية المعافر، وهي الرابط بين المناطق الساحلية والجبلية والزراعية في تعز، حسب القصيبي.

وتحظى المديريات، التي استهدفها مشروع مسام، بأهمية كبيرة، كما تعتبر الحاضنة الرئيسية للنازحين المدنيين، الذين فروا من ويلات الحرب، طبقاً للقصيبي.

حيث أوضح لموقع "تعز تايم" أن عمليات إزالة الألغام من قِبل مشروع مسام في تعز تركزت على المناطق الساحلية والزراعية، وبعض المناطق الجبلية.

ومن المتوقع أن يكون في انتظار مشروع مسام المزيد من الدعم للمناطق الجبلية في تعز، التي تحتوي على الألغام الفردية، والعبوات المخبأة بين الأشجار الكثيفة، وهو ما يتطلب اعتماد فِرق جديدة لمحافظة تعز، واتباع معايير التطهير في المناطق الجبلية، وفقاً للقصيبي.
عناء إضافي.. الحصار الحوثي يُخرج طرقات تعز عن الخدمة
وكما تم في السابق انتقال الفريق 22 من الوازعية إلى المعافر، نتيجه للظرف الطارئ والحاجة الماسّة لتأمين خط تعز - البيرين - الوازعية - المخا، سيكون هناك تدخل من قِبل فِرق مسام العاملة في محافظة تعز، لفتح طرق ومعابر  مديريات: صالة، المظفر، القاهرة، التعزية، صبر الموادم وغيرها.

في السياق، لفتت منظمة سام، في تقرير لها صدر مؤخراً، إلى الدور الذي يضطلع به مشروع "مسام لنزع الالغام "،  حيث تمكنت فرقة الهندسية، منذ انطلاق المشروع مطلع يوليو 2018 وحتى  18 مارس من العام 2022، من نزع 326 ألفا و699 لغما وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، وتطهير قرابة 32 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية، التي كانت مفخخة بالذخائر غير المنفجرة والألغام والعبوات الناسفة.

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الأحد, 26 حزيران/يونيو 2022 14:56
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro