وأوضح الأحمر، في مقال نشره على صفحته الرسمية، أن الأحداث المتلاحقة أكدت الرؤية التي رسخها والده بأهمية تعز ودورها التاريخي والمحوري في كل المراحل التي مر بها اليمن، مبيناً أن استكمال تحرير تعز هو البداية الحقيقية لتحرير العاصمة صنعاء، دون أن يقلل ذلك من الدور البطولي الذي جسدته محافظة مأرب في الدفاع عن الدولة والجمهورية.
وأشار الأحمر إلى أن تعز تعرضت لخذلان كبير على مستويات عدة، بدءاً من قرار الرئيس المنتخب إيقاف زحف الجيش الوطني بعد تحرير عدن، استجابة لضغوط أحد أطراف التحالف العربي، بدلاً من استكمال التحرير عبر تعز، رغم أن الظروف حينها كانت مهيأة لذلك. وأضاف أن الخذلان استمر بحرمان الجيش من الدعم اللازم لاستكمال التحرير، ما اضطر أبناء المحافظة للاعتماد على جهودهم الذاتية في كسر هجمات الانقلابيين وحماية عدن من اجتياح حوثي جديد.
ولفت الأحمر إلى أن خذلان تعز لم يقتصر على السلطة الشرعية، بل تجاوزه إلى بعض أبنائها الذين وصلوا إلى مناصب عليا في الدولة، في حين كان الأغرب – على حد وصفه – جرأة بعض الأطراف المعادية لتعز على محاولة فرض نفوذها عليها، رغم أنها لم تشارك في تحرير شبر واحد من أراضيها، بل عملت على السيطرة على ميناء المخا وتحويله إلى ما يشبه "المستعمرة" تديره وتتحكم به دويلة أخرى، حتى أصبح منفذاً لتهريب احتياجات جماعة الحوثي ومناطق خارجة عن سلطة الحكومة.
وانتقد الأحمر ما وصفه بـ"الانتهازية السياسية" التي يحاول البعض ممارستها عبر استغلال قضية مقتل الأستاذة أفتِهان محمد المشهري، الشهيدة التي قُتلت بدم بارد في تعز، لتمرير أكاذيب وخطابات مضللة، مشيراً إلى أن هذه الأساليب لا تقل خطورة عن الخطابات التي تتهكم على تعز ومأرب وتصفهما بمديريتين، بينما هما في الحقيقة جبهتا الصمود وقلعتا الجمهورية في مواجهة المشروع الطائفي للحوثيين.
وخاطب الأحمر هذه الأطراف بالقول: "تعز أكبر منكم ومن مشاريعكم الشخصية وأحقادكم وطموحاتكم غير المشروعة، والمناصب التي حصلتم عليها لا تعني نسيان ما ارتكبتموه بحق الوطن والمواطن، لكنها قد تكون فرصة للتكفير عن خطاياكم والانحياز بصدق للمشروع الوطني، وهو ما لم يظهر منكم حتى اليوم".
وفي ختام مقاله، ترحم الأحمر على الشهيدة إفتِهان المشهري، داعياً السلطات المحلية ووجهاء تعز إلى بذل أقصى الجهود لإيصال كل المتورطين في جريمة اغتيالها إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، مؤكداً أن "حفظ اليمن مرهون بحفظ تعز الحالمة" التي تظل، بحسب تعبيره، رمزاً للوحدة والصمود وركيزة أساسية في معركة استعادة الدولة.
