وأوضح أن اللوح يمثل نقش اعتراف بالخطيئة قدّمته امرأة تُدعى "قلاف بنت مالت" إلى الإله "ذو سماوي"، رب السموات والأرض، وهو من النصوص النادرة التي توثق طقوس الاعتراف والتوبة في المعتقدات اليمنية القديمة.
وأشار محسن، في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك"، إلى أن النقش جرى دراسته لأول مرة عام 2005 على يد البروفسور إبراهيم الصلوي، بعد أن حصل على نصه من الباحث خليل الزبيري الذي رآه في محافظة الجوف لدى أحد الأهالي. غير أن اللافت – بحسب الخبير – هو ظهور ثلاث نسخ متطابقة من اللوح ذاته، تحمل النص والأسطر السبعة نفسها، ما يثير تساؤلات حول مصدرها الشرعي ومكان اكتشافها، واحتمالية خروجها من اليمن بعد عام 2005.
وأضاف أن تكرار ظهور مثل هذه القطع في مزادات عالمية يعكس ضعف التنسيق بين الجهات الرسمية اليمنية والمنظمات الدولية المختصة بحماية التراث، داعيًا وزارة الثقافة وهيئة الآثار إلى التحرك الجاد لتوثيق وتسجيل الآثار اليمنية إلكترونيًا، بما يحد من تهريبها أو تزويرها، ويتيح تتبعها في الأسواق الدولية. كما شدد على ضرورة الاستعانة بخبراء دوليين في التحقق من النسخ الثلاث والبحث في تاريخ خروجها من البلاد.
وختم الخبير حديثه بالتأكيد على أن استمرار صمت الجهات الحكومية إزاء تسرب الآثار اليمنية "يمثل خيانة للذاكرة التاريخية"، مشيرًا إلى أن هذه النقوش ليست مجرد قطع أثرية، بل شواهد حية على هوية وتاريخ يمتد لآلاف السنين. ودعا المهتمين بالتراث والباحثين إلى توثيق أي معلومات تتعلق ببيع أو تداول قطع مشابهة، باعتبارها "خط الدفاع الأخير عن آثار اليمن المنهوبة".










