والخميس، أنهى غريفيث زيارة قام بها إلى عدن ضمن مساعيه الرامية لإقناع الحكومة اليمنية بالموافقة على خطته لإحياء مسار السلام مع جماعة "الحوثي"، والتقى خلالها عددا من المسؤولين بينهم رئيس الحكومة معين عبدالملك ووزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، ومحافظ عدن أحمد لملس.
واعتبرت شخصيات يمنية الزيارة "دافعا جديدا" في مسار الحل السياسي الشامل ووقوفا على الحادث الإجرامي الذي استهدف مطار عدن، وبالتالي إدانة المجرم الحقيقي وتسميته، فيما اعتبرها آخرون شكلا من أشكال "الزيارات الفارغة" التي اعتاد المبعوث على إجرائها بين الحين والآخر.
وكيل محافظ عدن نصر الشاذلي قال في تغريدة على "تويتر"، إن زيارة غريفيث ولقائه بعدد من المسؤولين "هامة وذات دلائل عميقة".
وأضاف أن أهم تلك الدلالات "هي حاله التعافي المستمرة التي تعيشها عدن، الأمر أكده المبعوث في حديثه مع المحافظ وشعوره بالسعادة لما تم تحقيقه حتى الآن في العاصمة".
بدوره، اعتبر الصحفي عبد الرقيب الهاتف، زيارة المبعوث الأممي إلى عدن رسالة لمن أسماها بـ"قوى التخريب والإرهاب".
وقال الهاتف في منشور له على صفحته في "فيسبوك"، إن "زيارة غريفيث رسالة واضحة لقوى التخريب والإرهاب (..) إنّ العالم لا يرى إلا بعيون الحكومة الشرعية، ولا مكان للإرهاب على أرض اليمن".
وكان غريفيث اطلع فور وصوله إلى المطار برفقة المحافظ أحمد لملس على آثار الهجوم الذي تزامن مع وصول أعضاء الحكومة اليمنية قادمين من العاصمة السعودية الرياض في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد أيام من تشكيلها وأسفر عن مقتل 27 شخصا وإصابة آخرين.
واتهم مسؤولون حكوميون جماعة "الحوثي" بالمسؤولية عن تلك التفجيرات، فيما نفت الجماعة تلك الاتهامات.
وعبر غريفيت وفقا لبيان صدر عنه عنه عقب الزيارة إلى عدن، عن إدانته الشديدة "للاعتداء المروع الذي استهدف أعضاء الحكومة فور وصولهم إلى مطار عدن".
زيارة فارغة المحتوى
المتحدث باسم جماعة "الحوثي"، محمد عبد السلام، اعتبر زيارة غريفيث الأخيرة إلى عدن "شكلًا من أشكال الزيارات الفارغة".
وقال عبد السلام في تغريدة على حسابه "بتويتر"، إن المبعوث الأممي "انشغل بالشكليات والزيارات فارغة المحتوى للتغطية على استمرار العدوان والحصار، في إشارة إلى (التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات)".
وأضاف أن غريفيث "لا يزال يتجاهل المعاناة الإنسانية الكبرى التي يعاني منها كل أبناء الشعب اليمني المتمثل بالحصار وإغلاق الموانئ والمطارات".
من جانبه، علق المحلل والكاتب السياسي اليمني محمد جميح في تغريدة، على زيارة غريفيث بقوله: "ليست العبرة في أن تظهر صورة لغريفيث مندهشاً من حجم الجريمة الإرهابية التي نفذها الحوثيون في مطار عدن".
وتابع جميح، أن "العبرة في أن يتضمن تقريره (غريفيث) لمجلس الأمن إدانة واضحة ليس للجريمة وحسب، ولكن لمن نفذها".
المطالبة بإدانة واضحة
بدوره، وجه رئيس بعثة اليمن بالولايات المتحدة عادل السنيني رسالة إلى غريفيث على حسابه "تويتر" قال فيها: "السيد غريفيث، نثمن زيارتكم والاطلاع على الجريمة الإرهابية لاستهداف الحكومة بمطار عدن".
وأضاف السنيني: "يتطلع اليمنيون إلى إحاطتكم القادمة في جلسة مجلس الأمن الدولي لإصدار إدانة واضحة دون مؤاربة للجريمة الإرهابية ومنفذيها المليشيات الحوثية وتضمين ذلك في تقرير وبيان مجلس الأمن".
وجاءت زيارة المبعوث الأممي إلى عدن عقب لقائه في الرياض الثلاثاء مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
ولا تزال الشرعية اليمنية - بحسب مصادر مطلعة-، تعترض على العديد من النقاط في مسودة غريفيث التي يطلق عليها (الإعلان المشترك)، خاصة فيما يتعلق بالتدابير الإنسانية والاقتصادية، إذ ترى في الموافقة على البنود المقترحة اعترافا بسلطة الانقلابيين الحوثيين وتفريطا في حقها السيادي المتعلق بهذه الملفات.
ويشهد اليمن، منذ 6 سنوات، حربا بين القوات الحكومية، مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وبين الحوثيين، المدعومين من إيران من جهة أخرى، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014. -