وتُولي جماعة الحوثي القنّاصين اهتماماً خاصاً، كما تشدد على سريّة تنقلاتهم والمعلومات المتعلقة بهم، ومنها المعلومات الواردة في ملف "قنّاصة الحوثي" الذي فتحه "تعز تايم".
-حصار وقنص
يرى عسكريون أن إزالة خطر القنّاصين المحيطين بمدينة تعز يسّهل إلى حدٍ كبير عمليات رفع الحصار، الذي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة.
يقول مدير المركز الإعلامي لمحور تعز، العقيد الركن عبدالرحمن اليوسفي، في تصريحات خاصة ل"تعز تايم": "إن القنص واستهداف المدنيين عمل مستمر وممنهج، يهدف الحوثيون من خلاله إلى ترويع السكان وتشديد الحصار على مدينة تعز".
اقرأ أيضا: "تعز تايم" يكشف مواقع انتشار قنَّاصة الحوثي في مدينة تعز
ويضيف العقيد اليوسفي، في حديثه لـ"تعز تايم": أن "الجيش يستهدف باستمرار مواقع القنّاصة، غير أن العمليات الأخيرة برزت أكثر على وسائل الإعلام، ربّما بسبب إثارة قضية القنّاصين وخطر استهدافهم المستمر للسكان".
وبشأن تغيير جماعة الحوثي أماكن تمركز القنّاصين، يؤكد اليوسفي أنها "تقوم بذلك بين فترة وأخرى"، مشيرا إلى أن "هناك عدة أماكن في الموقع العسكري الواحد، يتمركز فيها القنّاص الحوثي، وأنه لا يبقى في مكان واحد لفترة طويلة مطلقاً".
-تدابير وتحصينات
الخبير العسكري علي الذهب يفيد بأن المعلومات الواردة في ملف "قنّاصة الحوثي في تعز" قد تدفع جماعة الحوثي إلى تغيير أماكن تمركز القنّاصين وتعيد تموضعهم، أو تضاعف تحصيناتهم، لتفادي أي تهديد من الجيش، أو غارات التحالف.
اقرأ أيضاً: قنّاصات أمريكية وروسية وإيرانية وصينية بأيدي الحوثيين لاصطياد أبناء تعز
ويضيف الذهب في حديثه لـ"تعز تايم": "استمرار التحالف بضرباته الجوية المعتادة دون استهداف القنّاصين في تعز يظهر عدم اهتمامه بالمعلومات الواردة في ملف القنّاصة"، مرجعاً سبب ذلك إلى قلة وعي قيادة التحالف بما أثير حول هذه المسألة إعلامياً.
ونوّه الذهب إلى أن "قيادة التحالف لم تتخذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين ورصد تحركات القنّاصة، رغم أن هناك أساليب عدة لكشف أماكن تموضعهم".
-حملة اعتقالات
ويُعد سلاح القنّاصة رابع أخطر الأسلحة الحوثية، وأشدها فتكاً وقتلاً ورعباً، بحسب مصدر حقوقي، استبعد -في الوقت ذاته- إمكانية تخلي جماعة الحوثي عن هذا السلاح المرعب، أو حتى توقفها عن نشر المزيد من القنّاصين.
ويضيف المصدر، الذي فضّل عدم كشف اسمه لدواعٍ أمنية، أن كشف "تعز تايم" مواقع تمركز قنّاصة الحوثي وطرق تجنيد القنّاصين والمسؤولين عن ذلك دفع الحوثيين لاعتقال بعض عناصرهم في تعز.
ويشير المصدر إلى أن "البلاغات، التي وصلت بشأن اعتقال الحوثيين بعض عناصرهم، جاءت بعد نشر تقارير "ملف قناصة الحوثي في تعز"، ما يؤكد انزعاج الحوثيين مما أثير حول هذه القضية الحساسة".
-تصعيد عسكري
من جانبه، يقول المتحدث باسم محور تعز العسكري، العقيد عبدالباسط البحر: "إن جماعة الحوثي عدوة للحياة والإنسان، وشعارها الموت، لذلك تصعّد عبر قنّاصيها من عمليات استهداف المدنيين بين فترة وأخرى".
اقرأ أيضا: تعز تايم ينشر أسماء المتورطين في جلب قنّاصة الحوثي إلى تعز
ويشير العقيد البحر إلى أن الحوثيين "يحملون حقدا كبيراً على سكان مدينة تعز، ويعتبرون استهدافهم المتكرر للمدينة انتقاما، لعدم خضوع سكانها لهم".
ولم يستبعد البحر أن يكون تصعيد جماعة الحوثي الأخير مرتبطا بما نشره موقع "تعز تايم" عن القنّاصين وجرائمهم من حقائق، قائلاً: "إن وسائل الإعلام طالما كانت فاضحة وكاشفة لجرائم الحوثيين وممارساتهم".
ويشير البحر إلى أن "أكثر المعلومات، التي قد تزعج جماعة الحوثي، هي ما يتعلق بتحديد أماكن القنّاصين، الأمر الذي يجعلها تتصرّف بشكل جنوني وهستيري، مكّن أيضاً الجيش من استهدافهم".
-تفادي القنّاصين
من جهته، يقول الشاب رضوان مجيب إن ملف "قناصة الحوثي في تعز" أطلعه على الكثير من التفاصيل والمعلومات التي كانت غائبة حول القنّاصين الحوثيين.
اقرأ أيضاً: تعز تايم يرصد 737 عملية استهداف لسكان تعز برصاص قناصة الحوثي
ويضيف رضوان لـ"تعز تايم" أن بعض المناطق، التي يتمركز فيها قنّاصة الحوثي، لم يكن يعلم بها، حتى رؤيته لخارطة انتشارهم، التي جعلته يعزف عن الذهاب إلى تلك المناطق، لتفادي هجمات القنّاصة.
ويؤكد رضوان: "جعلنا الملف أكثر حذراً، وعلّمنا كيف نتوخّى رصاصات القنّاص، وأطلعنا على الأماكن الخطرة، والأماكن الآمنة، كما حدّ من العشوائية في تحركاتنا".