وتأمل الأمم المتحدة، التي ترعى المفاوضات ضمن هدنة إنسانية تنتهي في الثاني من يونيو القادم، التوصل بشكل عاجل إلى اتفاق "يسهّل حريّة التنقل، ويؤدي إلى تحسين ظروف المدنيين.
واعتبر المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فتح الطرق في تعز وغيرها من المناطق عنصرا جوهريا من الهدنة، إذ سيسمح ذلك بلمّ شمل العائلات التي فرقتها جبهات النزاع، وللأطفال أن يذهبوا إلى المدارس، وللمدنيين أن يصلوا إلى أماكن عملهم والمستشفيات، ولاستعادة حركة التجارة الحيوية.
مراوغة الحوثي
ورغم البوادر الجادة هذه المرّة بقرب الانفراجة، إلا أن سكان مدينة تعز يتعاملون بحذر مع تلك الأنباء القادمة من الأردن، حيث تحضر المخاوف من مراوغات حوثية معتادة كانت قد ألمحت إليها قبيل سفر وفد المليشيا إلى عمّان.
اقرأ أيضاً: مجموعة هائل سعيد بتعز رهينة للابتزاز الحوثي.. 12 مليار ريال سنويا مقابل الحماية
الجماعة الحوثية مهدّت جنوحها إلى المراوغة، بعد وضعها شروطا لفتح طرقات عسكرية جنوبي مأرب، مقابل رفع الحصار عن تعز، وهو ما جعل سكان تعز يخشون من تعثر الجهود الأممية.
ولا يريد سكان تعز الإفراط بالتفاؤل هذه المرة، الناشط السياسي عبدالواسع القاضي ذكر لـ"تعز تايم" أن "المناورات الحوثية -خلال الهدنة- تجعل الحلم بعيد المنال، حتى مشاهدة المركبات تخترق مناطق الألغام في جولة القصر الجمهوري وصولا إلى منطقة الحوبان شرقي تعز".
اقرأ أيضاً: عملتان نقديتان في تعز.. عقاب حوثي يفوق وطأة الحصار
وحتى اللحظة، لا يُعرف ما هي الطرقات التي سيتم فتحها في مدينة تعز، حيث تتمسك الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بضرورة رفع الحصار عن المنفذ الشرقي في جولة القصر، وكذلك المنفذ الغربي المؤدي إلى منطقة حذران.
وقال مصدر حكومي مشارك في المفاوضات لـ"تعز تايم": "إن الكرة أصبحت الآن في ملعب الأمم المتحدة، وعليها إجبار الحوثيين على تنفيذ بنود الهدنة فيما يخص الرفع الكامل للحصار على مدينة تعز".
وأضاف: "المعاناة الإنسانية لسكان تعز لم تعد تحتمل المزيد من المناورة، أو اقتراح طرق ثانوية فرعية مثل تلك المؤدية من صالة إلى منطقة أبعر، والحكومة كانت صريحة في أن تمديد الهدنة لشهرين إضافيين أو أكثر مرهون برفع الحصار عن تعز خلال ما تبقى من زمن الهدنة الحالية".
- خطط مستقبلية
وعلى الرغم من الغموض، الذي يلفُّ مفاوضات الأردن حتى اللحظة، إلا أن سكان مدينة تعز بدأوا بوضع الخطط المستقبلية لكيفية قضاء الأيام القادمة بعد ارتفاع الحصار، سواء من حيث تبادل الزيارات مع أهاليهم في منطقة الحوبان والأرياف الشمالية، أو على شكل زيارة المتنفسات.
اقرأ أيضاً: خسائر تعز بسبب الحوثيين تقدّر بنحو 7 مليارات دولار
وكانت الزيارات، التي تتم من الطرقات الفرعية خلال سنوات الحصار، تقتصر على المهمّات الضرورية، مثل العلاج والسفر، أو غيرها من الحالات الطارئة، ووفقا للطالبة الجامعية مها القدسي فإن الغالبية العظمى من سكان تعز لم يغادروها منذ 7 سنوات.
قالت القدسي لـ"تعز تايم" إنها تخطط لزيارة المتنفسات الواقعة في منطقة الحوبان، ومنطقة ورزان، وزيارة بعض أقاربها في منطقة ذي السفال التابعة لمحافظة إب، والعودة في اليوم ذاته كما كانت تفعل قبيل الحصار الحوثي.
وحرم الحصار الحوثي سكان مدينة تعز من زيارة حدائق "التعاون، ودريم لاند"، في منطقة الحوبان وسائلة ورزان، كما حرم في المقابل السكان، الذين يقطنون الحوبان ومناطق الريف الشمالي من زيارة متنفسات المدينة، وعلى رأسها جبل صبر ومنتزه التعاون في منطقة المسبح، وكذلك المناطق الخضراء في وادي الضباب، وقلعة القاهرة. رتباتهم .