وزارة حقوق الإنسان حمَّلت، في بيانها، الوسطاء الدوليين والهيئات الأممية، مسؤولية ما يتعرّض له السكان المدنيون من جرائم وانتهاكات، مشيرة إلى أن الحصار ألحق أضرارا جسيمة وبالغة على المستوى الفردي للأشخاص والجماعي للأسر، والمؤسسات.
- تقليد ورثته من الإمامة
يقول الكاتب الصحفي، أحمد شوقي أحمد: "ليس هناك مبررا لاستمرار حصار تعز سوى أن مليشيا الحوثي تحاول من خلاله إذلال وإهانة تعز، وكسر كبرياءها، ومنع فاعليتها وقدرتها على أن تعبِّر عن مشكلتها ومشكلة اليمنيين، وأن تقود حركة النضال السياسي والعسكري في مواجهتها".
وأضاف: "الأمر يتعلق أيضا بخلق نموذج للهزيمة، التي يمكن أن تكرِّسها مليشيا الحوثي من خلال إذلال تعز وإظهار صورة لبقية المحافظات والمناطق والتيارات والسياسية والعسكرية، باعتبار أن من يواجه الإرادة الحوثية بشكل جاد وحقيقي".
وأوضح: "مليشيا الحوثي تحمل نظرة عنصرية وطائفية، وتمارس أعمال التنكيل المبالغ فيها، بحق المعارضين لها كسلطة انقلابية سلالية كهنوتية، وهي تقليد وإرث ورثته من الإمامة".
وتابع: "في المقابل تعرّضت تعز لخذلان واسع جدا من قِبل الأطراف والقوى السياسية المنضوية في إطار الشرعية، التي يفترض أن يكون لديها برنامج ومشروع أساسي يقوم على فك الحصار عن تعز، وتعمل على هذا المشروع سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا".
وبيّن: "المجتمع الدولي شريك في حصار تعز، لكن نوعية هذه الشراكة تتوقف على الجهد الذي بذلته السلطة الشرعية والمكوِّنات في الداخل من أجل الدفاع عن هذه القضية، وقد نجد حتى بعض مكوِّنات الشرعية شريكة في هذا الحصار بشكل أو بآخر من خلال إغفال قضية الحصار، وعدم الدفاع عن تعز، والتعامل معها وكأنها محافظة ثانوية ومهمشة، وليست في صدارة المشروع الوطني، والقضية الوطنية التي ينبغي الانتصار لها".
وزاد: "نحن في تعز نعاني من أن مكونات الشرعية والقوى الفاعلة ليست مهتمة بقضية تعز، ولا بملف حصار تعز، ولا تعمل على دعم وتشجيع الحركة الشعبية الموجودة في المحافظة للانتصار لقضية تعز".
واتهم الأمم المتحدة بأنها "لم تبذل الجهد اللازم والضغط من أجل إنهاء حصار تعز، ففي اتفاق ستوكهولم ُوجد ملف حصار تعز بشكل ثانوي وعابر، في أواخر المفاوضات، وتم فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء، فيما حصار تعز لا يزال مستمرا إلى اليوم".
ولفت إلى أن "تعز رأس الحربة في مواجهة المشروع الحوثي السلالي، وهي ذروة المشروع الوطني القائم في البلد، هي أول من واجهت المشروع الحوثي عقب دخوله صنعاء، وهي من واجهت المشروع السلالي الإمامي في السابق، وهي التي قادت ثورتين ضد المشروع الطائفي، ثورة 26 سبتمبر، وثورة الحادي عشر من فبراير".
- كيف يمكن كسر الحصار؟
يقول الكاتب الصحفي، عبدالواسع الفاتكي: "بعد 3000 يوم من الحصار الخانق والمميت لمدينة تعز، تأتي تساؤلات حول كيف يمكن لأبناء تعز كسر هذا الحصار؟ وهل هناك قوة قادرة على كسره؟".
وأوضح: "هناك قوة قادرة على كسر الحصار، وأبناء تعز قادرون، إذا امتلكوا الإرادة السياسية، وإذا منحوا الغطاء السياسي من الحكومة الشرعية".
وأضاف: "تعز استطاعت بعزيمة شبابها أن تقاوم 12 لواء عسكريا بكامل عدتهم العسكرية الثقيلة والمتوسطة، قبل أن يتكون محور تعز العسكري، وقبل أن توجد التشكيلات والوحدات العسكرية".
ويرى أن "بعد أن دخل ملف حصار مدينة تعز والملف اليمني إلى دهاليز الأمم المتحدة، وأروقة المجتمع الدولي، سُلب القرار السياسي لتحرير المدينة".
وأكد: "في حال مُنح الجيش الوطني في تعز الغطاء السياسي من الحكومة الشرعية، والضوء الأخضر لتحرير ما تبقى من المدينة، بلا شك سيتم تحرير ما تبقى من المدينة، وسيكسر الحصار".
واستطرد: "لا أمل لدى أبناء تعز بأن الحصار سيرفع عبر المفاوضات، فمنذ أكثر من ثماني سنوات من التفاوض مع مليشيا الحوثي إلا أن أبناء تعز لم يحصلوا على طريق واحد من الطرق الرئيسية التي أغلقتها المليشيا".
وأشار إلى أن "مليشيا الحوثي تفرض عقابا جماعيا على تعز؛ لأنها تدرك رمزية هذه المدينة، ومدى حجمها الجيواستراتيجي في المعادلة الوطنية، لذلك حينما عجزت المليشيا عن هزيمتها، لجأت إلى تنفيذ عقاب جماعي بحق نحو 5 ملايين مواطن".
ولفت: "لدى أبناء تعز والجيش الوطني في تعز من الإرادة والقوة ما يجعلهم قادرين على كسر الحصار، لكنهم لم يمنحوا الغطاء السياسي للتحرك العسكري في الميدان؛ لأن القرار السياسي والعسكري اليمني صار مسلوبا بيد المجتمع الإقليمي والدولي".
وأضاف: "قرار الحرب والتحرك العسكري والجبهات، وحتى قرار المفاوضات، في اليمن، أصبح بناء على محددات يضعها المجتمع الإقليمي والدولي، بحُجة أن اليمن واقعة تحت الفصل السابع في الأمم المتحدة، والجميع يعرف أن ذلك يعني بأن القرار السيادي لليمن قرار مسلوب".
وتابع: "المجتمع الدولي لا يرى فقط إلا مصالح مليشيا الحوثي، ويتجاهل ما ترتكبه هذه المليشيا من إبادة جماعية عبر هذا الحصار، الذي يمثل جريمة حرب".
وأشار إلى أن "المجتمع الدولي يدرك حجم المعاناة، التي يعيشها المدنيون جراء هذا الحصار على كافة المستويات، لكنه يغض الطرف، ويكيل بمكيالين، ويتبنَّى دائما مطالب المليشيا، ويمنحها مزيدا من المكاسب السياسية والعسكرية".
وأوضح: "الجميع يعرف كيف عمل المجتمع الدولي على فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة للمليشيا، وكيف تعاطى في المقابل مع ملف حصار تعز".