وكشفت استطلاعات رأي أجرتها "تعز تايم" خلال متابعتها لهذا الحراك الاجتماعي، عن تأييد شعبي واسع للفكرة، حيث تبين أن معظم المواطنين بمختلف شرائحهم الاجتماعية والثقافية والمهنية يرحبون بإخراج أسواق القات، بل ويناشدون السلطة المحلية العمل على تنفيذها بلا تردد ، شأنها في ذلك شأن أصحاب عربيات وبسطات واكشاك الخضروات والفواكه والملابس التي جرى نقلها وإزالتها
القات يُحوّل تعز إلى "سوق كبير" ويشوّه الجمال
يؤكد العديد من الأكاديميين والمواطنين أن بقاء أسواق القات داخل تعز، التي تحوي أكثر من 40 سوقاً ودكانا ، هو "ظاهرة غير حضارية" لا تليق بمدينة عريقة.
تشويه المظهر الحضاري
ترى الطالبة إيمان الشرعبي أن مكتب الأشغال قادر على تجميع الأسواق في موقع واحد على مشارف المدينة ، فيما يشير همام إلى أن التجمعات المتناثرة للبيع في الشوارع والمحلات "تؤدي إلى تشويه المنظر الجمالي للمدينة بشكل عام".
الازدحام وعرقلة السير:
يؤكد التربوي، عبد الكافي السامعي، أن تعز "أصبحت عبارة عن سوق قات كبير"، حيث ينتج عن أسواق القات وازدحامها مع فرز الموتورات "إرباك لحركة المرور"
ولخص الأستاذ سعيد الطيار الفوائد في تخفيف الازدحام والتقليل من الحوادث بالإضافة إلى إعطاء صورة حضارية وجمالية.
تراكم القمامة والمخاطر الصحية: يضيف همام أن وجود الأسواق يؤدي إلى "تراكم القمامات والأوساخ وهذا يعكس أثراً صحياً سلبياً على المجتمع".
حلم تخفيف الـ"موالعة" وتقليل الإنفاق
ليست القضية جمالية أو مرورية فحسب، بل تمس جوهر حياة الأسر. تعتبر الباحثة الاجتماعية، سبأ الحميري أن إخراج الأسواق هو "حالة صحية تعكس المجتمع المتمدن". وأكدت أن إخراجها سيجعل الكثير من "الموالعة" يجدون صعوبة في شراء القات من مكان خارج المدينة، مما "سيقلل من الإقبال على شرائه والمستفيد الأول الأسرة"
ويرى الطالب الجامعي مروان عبد الرحمن أن هذا حلم طال انتظاره، مطالبًا بتحويل مواقع أسواق القات الحالية إلى متنفسات وحدائق في حال إخراجها
تعز.. صاحبة المبادرة الحضارية سابقاً
ليست هذه هي المرة الأولى التي تُطرح فيها الفكرة؛ حيث أشارت أ/ سبأ الحميري إلى أن تعز "كانت السباقة إلى تنفيذها قبل سنوات طويلة " لكنها للأسف "تحصل انتكاسة بسبب عدم المتابعة"
ويؤكد عبد الكافي المعمري، من مكتب الأشغال، أن الهدف "نبيل وسيشكل نقلة نوعية"، وستكون تعز بذلك "صاحبة المبادرة إلى الفعل الحضاري كما جرت العادة".
ويختتم رشاد بجاش، طالب ماجستير آداب ، بقوله إن الأمر يحتاج إلى "إرادة قوية وعزيمة ولا يوجد مستحيل أمام الرجال الأقوياء والمخلصين"، داعياً السلطة المحلية إلى الإسراع في تحقيق ما سبق لها أن حققته.
يبقى السؤال اليوم: هل ستستجيب السلطة المحلية لـ"انتفاضة الوعي" وتُحوّل حلم المواطنين في مدينة "خالية من العشوائيات واسواق القات" إلى واقع لعود فيه تعز لـ "تتنفس الصعداء"؟










