منذ عام 2015، لم تعد صباح تعرف معنى الحياة كما كانت. تقول وهي تجلس أمام بيتها الريفي المتهالك:
“كرهت الحرب لأنها أخذت مني ابنيّ واحدًا بعد الآخر… ومن جاء بهذه الحرب؟ ولماذا يتقاتل الناس؟ أولادنا ضحايا حرب لا نعرف سببها”.
لم تكن صباح، التي قضت حياتها في زراعة القات مع زوجها، معنية بالسياسة أو الصراعات، لكن الحرب اقتحمت بيتها.
استقطبت جماعة الحوثي ابنها طلال ليقاتل في صفوفها مقابل راتب بسيط، لتكتشف لاحقًا أنه قُتل في معارك تعز عام 2015.
لم يشف جرحها الأول حتى التحقت الحرب بابنها الأصغر بكر، الذي حمل السلاح مع المقاومة الشعبية دفاعًا عن قريته، ليلقى حتفه هو الآخر في هجوم حوثي على ثكنة عسكرية في مايو 2025.
بين فقدان الابنين، خسرت صباح شريك حياتها عام 2020. “أردت أن أفرح بزواجهما وألعب مع أحفادي، لكن الحرب سرقت حتى هذا الحلم”، تقول وهي تمسح دموعها.
الحرب، التي دخلت عامها العاشر، جعلت صباح واحدة من أكبر الخاسرين في بلد يحصي أوجاعه كل يوم.
اليوم، تجلس المرأة الستينية وحيدة على أنقاض حياتها، تسأل نفسها – مثل ملايين اليمنيين – من أشعل هذه الحرب؟ ولماذا؟